قطار يصدم هنديا حاول التقاط صورة معه.. «السيلفي» قد تكون أخر لقطة في حياتك !
في ظل الرواج الكبير لالتقاط صور "السيلفي" في ظروف خطرة، تحاول مجلة الرجل التحذير وتقديم بعض النصائح الهامة لراغبي التقاط صورا محفوفة بالمخاطر، فما بين الدهس تحت قضبان القطار إلي السقوط من برج يتجاوز الـ 100 دور تضيع الحيوات هبائا ثمنا لصورة لن راها إلا بعض قراء المواقع الالكترونية أو السوشيال ميديا، ويكون صاحبها في عداد الموتى، خلاف ذلك ولم ينجو من التقاط صورة كهذه يمكن أن يقع في مخاطر الاعراض المرضية النفسية الأخري، وفي التقرير التالي نستعرض بعض الاضرار التى يمكن أن تنتج عن "السيلفي".
فحسبما أفادت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية فإن 27 شخصاً لقوا حتفهم في 2015 لأسباب تتعلق بالتقاط هذا النوع من الصور.
وذكرت الصحيفة أن "نصف حالات الوفاة تقريباً وقع في الهند، إذ قضى عدد منهم أثناء التقاطهم السيلفي أمام قطار أو في قارب انقلب خلال نزهة أو على منحدر انهار على ارتفاع 60 قدماً، أو على حافة قناة نهرية زلقة".
وذكرت شرطة مومباي أنها "حددت أكثر من 10 مناطق يحظر فيها التقاط هذه الصور في أكبر المدن الهندية"، بعدما سقطت ثلاث فتيات في بحر العرب أثناء محاولتهم التقاط صور في منطقة صخرية، وغرقت إحدى الفتيات بالإضافة إلى رجل قفز في محاولة لإنقاذها.
وصرح الناطق باسم شرطة مومباي دانانجاي كولكارني، إلى "هيئة الإذاعة البريطانية" (بي بي سي)، أنهم "طلبوا من مسؤولي المدينة اتخاذ خطوات للحد من مخاطر السيلفي فى المناطق السياحية الشعبية، من ضمنها نشر منقذين ووضع لافتات تحذيرية".
المملكة على رأس القائمة.. احصائيات صادمة عن عمليات التجميل في العالم العربي !
حظر السيلفي
وتم إعلان حظر "السيلفي" العام الماضي، في مناطق التجمعات الدينية الهائلة للهندوس خشية حدوث تدافع يتسبب فيه الراغبون في التقاط الصور.
الهند
وأشارت الصحيفة إلى أن "رئيس وزراء الهند نيرندرا مودي يحب التقاط صور سيلفي، والهنود بشكل عام يهملون الأمور المتعلقة بالسلامة عند التقاط هذه الصور".
وأضافت الصحيفة أن "سائحاً يابانياً سقط في أيلول (سبتمبر) الماضي، أثناء محاولته التقاط صورة سيلفي في تاج محل، وتعرض إلى إصابات خطرة في الرأس".
وكان إحصاء نشرته صحيفة "غارديان" البريطانية سابقاً، أشار إلى أنه "إذا كان العامان 2013 و 2014، عامي جنون السيلفي، فإن العام 2015، كشف مدى خطورة تلك الصور".
باكستان
وفي باكستان، لقي شاب حتفه عندما صدمه قطار سريع بينما كان يحاول التقاط صورة وهو قادم في اتجاهه.
وذكر مسؤولون أن جمشيد خان (22 سنة) الموظف في دائرة السكك الحديد، "كان يحاول التقاط صورة لنفسه بواسطة هاتفه عندما كان يقف على خط السكة والقطار قادم نحوه في مدينة روالبندي".
وقتل رجلان فوق جبال الأورال، عندما حاولا التقاط صورة مع قنبلة يدوية أزالا صمام الأمان منها.
رومانيا
وفي رومانيا، توفيت آنا أورسو (18 سنة)، بعدما تسلقت قمة قطار لالتقاط "سيلفي"، فيما توفي مراهق في روسيا فعل الشي ذاته.
ورغم ذلك وبعد عامين على تكرار الحوادث الناتجة عن هذه الصور، حاول شاب هندي تسجيل مقطع فيديو بطريقة السيلفي على حافة سكة الحديد في حيدر آباد.
ووفقًا لسكاي نيوز فقد وقف الشاب البالغ من العمر 25 عامًا على حافة السكة، لكنه أساء تقدير موقعه وظل ينتظر القطار إلى أن صدمه بشكل عنيف، لتُلقيه الضربة بعيدًا عن السكة.
وأصيب الشاب، الذي ما زال يتابع دراسته، في ذراعه اليمنى وصدره، وتماثل نسبيًّا للشفاء بعدما تجاوز مرحلة الخطر، حسب موقع "إنديان إكسبريس".
علاقة السيلفي بالأمراض النفسية
يأتي هذا فيما نشر موقع هيلث داي الطبي الأمريكي دراسة قامت بها جيسي فوكس الأستاذة المساعدة بجامعة ولاية أوهايو الأمريكية، والتي كشفت ارتباط سلوك "السيلفي" في التصوير بما يعرف في علم النفس بالنرجسية، وهو الاهتمام الزائد بالنفس.
حيث شملت الدراسة 800 من الرجال تتراوح أعمارهم بين 18 و40 عامًا ملأوا خلالها استطلاعًا على الإنترنت عن أنشطتهم في الصور التي ينشرونها على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، بالإضافة إلى اختبارات تقييمية أخرى للشخصية، وكشفت ارتباط كثرة الصور السيلفي بالشخصيات النرجسية.
وأوضحت الدراسة، أن الأشخاص الذين يرتبطون بتصوير السيلفي، وقضاء وقت طويل في تعديل الصور وتنشرها على مواقع التواصل الاجتماعي يركز اهتمامهم على ذاتهم بشكل أكبر، ويعتقدون أنهم أكثر ذكاءً وجاذبية وأفضل من الآخرين، بالإضافة إلى وجود مشاكل في الشعور بالأمان، وجزء من السلوك المتهور وعدم التعاطف ومراعاة الآخرين، بالإضافة إلى بعض سمات معاداة المجتمع، والميل إلى تضخيم الذات.
وتقول فوكس، إن انتشار الصور الذاتية على مواقع التواصل الاجتماعي يساعد في تأكيد "تضخيم الذات" عند هؤلاء الأشخاص. لكن على الرغم من هذا تؤكد فوكس، أنه ليس من الضروري أن يكون الأشخاص الذين يلتقطون صور السيلفي وينشرونها بكثرة على الإنترنت يعانون من المشاكل و الاضطرابات النفسية، لكنها بعد انتشارها اليوم أصبحت نوعًا من السلوك الشائع والطبيعي.
كما حذر علماء نفس مؤخراً من أن التقاط الكثير من الصور الشخصية التي أصبحت معروفة عالميا بظاهرة "سيلفي " قد لا تكون مجرد حالة إدمان على التصوير الذاتي بل أحد المؤشرات الاولية للاصابة بأضطراب تشوه الجسم الذي يمكن أن يؤدي إلى عواقب نفسية قد تؤدي إلى الاكتئاب ومحاولة ايذاء النفس بسبب عدم الشعور بالرضا عن المظهر الخارجي.
وأوضح ديفيد فيلي، استشاري الطب النفسي في مستشفى بريوري، لندن، أن 2 من كل 3 مرضى يقومون بزيارته يعانون من اضطراب تشوه الجسم ( BDD ) منذ ظهور الهواتف المزودة بكاميرات والتي ساهمت في زيادة الرغبة في التقاط الصور الشخصية وعرضها على مواقع وسائل الاعلام الاجتماعي، مضيفاً أن ادمان التقاط هذا النوع من الصور ينطوي على هوس الشخص بمظهره الخارجي.
أكدت الرابطة الأمريكية للطب النفسي، أن التقاط الناس الصور الذاتية أو ما يطلق عليها "السيلفي" قد تدل على الإصابة بأحد أنواع الإضطرابات العقلية يطلق عليه "سلفيتيس"، ويعرف بأنه الرغبة الكبرى لالتقاط الصور الذاتية ونشرها على مواقع التواصل الاجتماعية كوسيلة للتعويض عن عدم وجود الثقة بالنفس، وقد تم تحديد ثلاثة مستويات من هذا الاضطراب :
الاضطراب الخفيف، وهو التقاط الصور لا يقل عن 3 مرات في اليوم، ولكن لا يتم نشرها على مواقع التواصل الاجتماعية. الاضطراب الحاد، وهو التقاط الصور لا يقل عن 3 مرات في اليوم، ويتم نشرها على مواقع التواصل الاجتماعية.
والاضطراب المزمن، لا يمكن السيطرة على الرغبة في التقاط الصور الذاتية على مدار الساعة، ونشر الصور على مواقع التواصل الاجتماعية أكثر من 6 مرات في اليوم.
ووفقاً للرابطة الأمريكية، لا يوجد حاليا أي علاج لهذا الاضطراب، والعلاج المؤقت يتوافر من خلال العلاج السلوكي المعرفي.
الفتيات أكثر هوسا
كما أوضحت دراسة بريطانية حديثة أن الفتيات الشابات هن الأكثر هوساً بـ"السيلفي"، حيث يقضين وسطيا أكثر من 5 ساعات أسبوعيا في التقاط الصور الذاتية مما يشير بوضوح إلى تعاظم “الهوس بالذات” لدى هذه الفئة من الشباب.
ووُجد في الدراسة التي أُجريت على 2,000 فتاة أنهن يلتقطن ثلاث صور سيلفي يوميا، وذلك بعد أن يقمن بإضافة المكياج والحرص على أفضل إضاءة وزاوية تصوير، لذا قد يبلغ الزمن الذي يتطلبه التقاط كل صورة نحو 48 دقيقة، ما يعني أنهن يقضين نحو 5 ساعات و 36 دقيقة كل أسبوع.
ومن بين الفتيات الـ 2000 اللواتي شملتهن الدراسة، كنّ اللواتي تتراوح أعمارهم بين 16 و 25 عاما الأغزر التقاطا لصور السيلفي، حيث تقضي إحداهن ما معدله 16 دقيقة لكل جلسة تصوير، وذلك لثلاث مرات يوميا.
أظهرت الأبحاث أن 22 بالمئة من الفتيات يسعين للحصول على “إعجابات” عبر مواقع التواصل الإجتماعي لتعزيز “الأنا” لديهن وهو السبب الرئيسي لالتقاط صور السيلفي، كما كان السعي لجذب انتباه أحدهم عاملا في التقاط الصور، حيث اعترفت واحدة من بين كل ثلاث فتيات بأنهن يستخدمن أكثر صورهن إثارة للفت انتباه شريك محتمل.
وذكر 27 بالمئة من الفتيات الأصغر سنًا أنهن يقمن في الواقع بحذف صور السيلفي في غضون دقائق من نشرها إن لم يحصلن على ما يكفي من “الإعجابات” على وسائل التواصل الاجتماعي. كما قالت أربع من كل عشر فتيات إنهن يلتقطن الكثير من الصور للحصول على الصورة الفضلى.
قالت واحدة من كل عشر فتيات تترواح أعمارهن بين 16 و 25 عاما إنهن يحتفظن بما لا يقل عن 150 صورة سيلفي على أجهزة الحاسوب والهواتف الذكية الخاصة بهن، وهي الصور التي التقطت في كل مكان، من دورات المياه في البيوت، والسيارات، إلى المكاتب وأماكن العمل.
وأظهرت الدراسة أن هوس التقاط صور السيلفي لا يقتصر على الفتيات صغيرات السن، حيث ذكر 28 بالمئة ممن شملتهن الدراسة أنهن التقطن صور سيلفي على الأقل مرة في الأسبوع.
في السياق، يوضح د. جمال فرويز استشاري الطب النفسي أن ظاهرة "السيلفي" هي ظاهرة فرضها علينا التطور التكنولوجي وانتشار الهواتف الخلوية وكاميراتها، ومن الطبيعي أن كل فترة تظهر موضة معينة يفرضها هذا التطور الذي نعيشه ونعايشه، والسيلفي هو أحد أشكال التصوير التي ظهرت في الآونه الأخيرة وباتت تشكل هوس لدى الكثيرين في سبيل توثيق الذكريات واللحظات المهمة، وأصبحت أحد الأشكال الأجتماعية التي انتشرت سريعاً خاصة بين فئات الشباب .
ويضيف فرويز أن التقاط الشخص لنفسه صور السيلفي في مناسبة ما بشكل معتدل من أجل مبررات اجتماعية ونفسية لايمكن أن نطلق عليه نوع من الخلل النفسي ولكنه مواكبة لموضة العصر.
ولكن هناك أشخاص آخرون لايستطيعون أن يكبحون جماحها فيقومون بتصوير أنفسهم في كل لحظة ليحصد أعلى نسبة من اللايكات على مواقع التواصل الاجتماعي فهنا نقول أنها حالة مرضية تنطوي على عدم ثقة الشخص بنفسه والرغبة دائماً في تدعيم هذه الثقة بحصد إعجابات مستخدمي مواقع التواصل وتعويض شعوره بالتهميش وضعف دوره الاجتماعي خاصة أن هذه الظاهرة تحولت إلى ما أشبه بالهوس الذي أصاب الكثيرين وخاصة الفتيات واللاتي قد تجدهن يلتقطن صوراً لأنفسهن في كل مناسبة حتى لو عادية، وهن جالسات في المنزل، وهن في الشارع، حتى وصلت إلى التقاطهن أثناء وجودهن في المطبخ وهذا الهوس ماهو إلا حالة مرضية ومظهر من مظاهر التقليد الأعمى .