سوني ويليامز : بالإسلام عرفت معنى السعادة الحقيقية
شهد تاريخ الرياضة بمختلف مجالاته، تحولات جذرية مذهلة في حياة محترفيها، وكان آخرها اعتناق نجم الرجبي العالمي، سوني بيل ويليامز، للإسلام.
ويشتهر سوني اللاعب النيوزيلندي بكونه ثاني شخص يمثل بلاده في اتحاد الرجبي، وهو واحد من عشرين لاعباً فقط، فازوا بكأس العالم للرجبي، كما أنه أحد أبطال رياضة الملاكمة للوزن الثقيل في العالم. ويعدّ من أكثر الشخصيات الرياضية المثيرة للجدل، فهو مزيج من اندفاع مايك تايسون وإبداع دييغو مارادونا، كما أنه من محبي عمل الخير، مثل البرتغالي كريستيانو رونالدو، كما أنه يعد واحداً من أعظم لاعبي الرجبي على مدى تاريخها.
بداياته
ولد سوني بيل، في 3 أغسطس 1985 بمدينة أوكلاند في نيوزيلندا، ولديه أخ أكبر منه وأختان أصغر. نشأ في عائلة من الطبقة العاملة، في منزل تابع للدولة في ضاحية أوكلاند في جبل ألبرت، وكان يرغب في دخول عالم الرجبي للمحترفين من أجل أن تحصل والدته على المنزل. درس في مدرسة أويراكا ويسلي المتوسطة، ومن ثم في مدرسة جبل ألبرت، كان طفلاً نحيلاً وصغيراً وخجولاً جداً، ولكنه كان يمتلك موهبة رياضية كبيرة، حيث تميز برياضة الجري، وكان أفضل عداء في البلاد.
وقد تخلى سوني عن مستقبله الواعد في مجال ألعاب القوى، عندما كان في الثانية عشرة، وكان الفضل لوالدته في إدخاله إلى عالم الرجبي، على الرغم من كون والده واحداً من لاعبي كرة قدم الرجبي في نيوزيلندا.
لمحة عن حياته
طريق الاحتراف في عالم الرجبي
بدأ سوني اللعب في فريق ماريست سانتس "Marist Saints" للمبتدئين في أوكلاند، وفي عام 2002 عرض عليه التعاقد مع نادي "NRL" الأسترالي، وانتقل للعب مع المبتدئين في لولدوغ، وكان يعمل في هذه الأثناء عاملاً إلى جانب متابعته التدريب الاحترافي في سيدني.
تطور سوني بسرعة وأصبح لاعباً أساسياً في فريق جيرسي فليج "Jersey Flegg"، وانتقل في العام التالي إلى الدوري الممتاز. وفي عام 2004، لعب سوني البالغ من العمر تسعة عشر عاماً، لأول مرة مع نادي "NRL" ولم ينهِ الموسم مع ناديه، حتى اختاره فريق نيوزيلندا أصغر لاعب في مباراته ضد أستراليا، وكان قد لعب في فريق الكيوي "النيوزيليندي" للصغار.
انتقل إلى فريق بولدوغ "Bulldog"، بعد أن لعب موسماً كاملاً مع فريق "NRL" وتمكن من تحقيقق أعظم نجاحاته، وحاز جائزة رليف "RLIF" لعام 2014، أفضل لاعب ناشئ في العالم، وسمّي أفضل لاعب في مجلة عالم الرجبي العالمية في العام نفسه.
عانى سوني بين عام 2005 و2007، إصابات عدة، واضطر لإجراء عدة عمليات جراحية، لكنه استمر في اللعب لفريق بولدوغ "Bulldog" حتى نهاية موسم 2012، ورشّح لعدد من الجوائز، كان منها "Dally M" لأفضل لاعب في المركز الثاني عام 2007.
وقّع في 13 نوفمبر عام 2012، مع نادي سيدني روسترز " Sydney Roosters" لموسم 2013، وحصل على وسام جاك جيبسون في ذلك العام، وبقي يلعب لفريق روسترز حتى عام 2014. وعلى الرغم من استبعاد نفسه عن اللعب الدولي، فإنه لعب مع فريق نيوزيلندا، وحصل على جائزة "أفضل لاعب دولي للعام 2013" من قبل الإتحاد الدولي للرجبي. انضم بعد ذلك إلى نادي طولون الفرنسي، حيث حقق نجاحات هائلة، قبل أن يعود إلى نيوزيلندا ليلعب مع أحد الأندية المغمورة، للّعب مع فريق بلاده. انضم إلى فريق البلوز للمحترفين في عام 2017 وشارك في كأس بليديسلو "Bledisloe Cup" في العام نفسه.
الملاكمة
دخل سوني ويليامز عالم الملاكمة محترفاً في 27 مايو 2009، برعاية صديقه المقرب أنطوني موندين، وتمكن من هزيمة غاري غور في الجولة الثانية من مباراة أقيمت في بريسبان. وفي عام 2010 هزم ريان هوغان، خلال دقيتين و35 ثانية فقط. لقد كان ويليامز أكثر ثقة وأكثر عقلانية في هذا الرياضة، مقارنة بلعبه في الرجبي، ولكن أكثر صرامة، وفي 29 يناير 2011 لعب ضد الأسترالي سكوت لويس وفاز عليه بفارق ستة نقاط.
روّج لمباراته مع ألبيات ليافا في 5 يونيو 2011، على أنها مباراة خيرية، من أجل ضحايا زلزال في كرايستشيرش، وأطلق عليها اسم كلاش فور كانتيربوري " The Clash For Canterbury"، حقق ويليامز الفوز على منافسه وتبرع بمئة ألف دولار نيوزيلندي، من أرباحه، لضحايا الزلزال، وكان من أكبر التبرعات الفردية التي قام بها.
واجه سوني فرانسوا بوثا في مباراة على لقب بطل العالم للوزن الثقيل في 8 فبراير 2013، وتمكن من الفوز عليه، رغم الجدل الذي أثير عن المباراة، إلا أن تصريح ويليامز اعتزاله اللعب لمدة ثلاث سنوات على الأقل، بسبب ضيق الوقت الذي اتبع أهدافه والتزاماته في رياضة الرجبي، أدى إلى تجريده من لقبه في ديسمبر 2013. عاد إلى حلبة الملاكمة قبل الأوان، وواجه الأمريكي تشونسي وليفير في ألافونيس أرينا في سيدني في 31 يناير 2015، وتمكن من التغلب عليه بفارق النقاط.
اعتناقه الإسلام
كان لقاء سوني، أسرة تونسية مسلمة تعيش مع أطفالها الخمسة في شقة صغيرة في طولون، جنوبي فرنسا، محورياً في اعتناقه الإسلام، أعطى تذاكر مباراته في نصف النهائي ضد سبرينغبوك جيسي كريل إلى اللاجئين السوريين، وتمكن من هزيمته قبالة متنزه تويكنهام، في لعبة تمثل أعلى مقاييس اللعب النظيف، ووضع ميدالية الفائز بكأس العالم، حول عنق صبي صغير يبلغ من العمر 10 سنوات.
وصرح سوني لشبكة CNN العالمية: "لقد كنت قريباً جداً من هذه العائلة المتواضعة، ورأيت مدى سعادتهم وأخلاقهم الراقية، إن اعتناقي الإسلام زرع سعادة كبيرة في داخلي، لقد ساعدني الإسلام لأكون رجلاً حقيقياً، وزاد فهمي للحياة بطريقة صحيحة، لقد كان أمراً مثيراً بالنسبة لي، لكنني أدين بحياتي الحالية والإطمئنان الذي يميز سلوكي وحالة السعادة الذاتية إلى العائلة التونسية".
تتكون العائلة التونسية من زوجين وأطفالهم الخمسة، وكانوا جميعاً يعيشون في شقة بغرفة نوم واحدة، ولكنهم كانوا أصحاب كرامة عالية، وكانوا يعيشون بالقرب من سوني، وكان ابنهم يحضر تدريبات الفريق في ملعبه بطولون، وزارهم ويليامز، أكثر من مرة في شهر رمضان الكريم، وتأثر بالطقوس الجميلة التي كانوا يعيشون فيها، وجرب معهم الصوم خلال هذا الشهر الفضيل.
يحمل سوني ندوب 15 عاماً من الحياة الصاخبة، وتعرض لفضائح كثيرة، كان آخرها في وسائل الإعلام الأسترالية التي أضاءت على علاقته مع إحدى عارضات الأزياء، ولكنه اليوم يعيش حياة مختلفة وناجحة بفضل اعتناقه الإسلام. ويتابع سوني حديثه: "إن أفضل أصدقائي كان زميلاً لي في المنتخب، وهو الملاكم أنطوني موندين، وهو مسلم ولكني لم أنتبه إلى سلوكه الذي جعل منه رياضياً ناجحاً".
ويضيف: "لقد تعلمت الكثير من هذه التجربة، وأهم ما تعلمته هو الاكتفاء بالقليل، وعيش الحياة ببساطة ومغالبة النفس، ما ساعدني على تحقيق النجاح في الملاكمة، كما عرفت معنى السعادة الحقيقية في حب الآخرين، ومشاركتهم حياتهم وكل ما أملك".
يسعى سوني ويليامز البالغ 33 عاماً، للفوز في كأس ويب أيليس "Webb Ellis Cup" عام 2019 للمرة الثالثة على التوالي في اليابان. ويصرّ على الاكتفاء بالحد الأدنى من أرباحه المالية، وينفق الباقي على الأعمال الخيرية والجمعيات التي تعنى باليتامى، كما أصبح نموذجاً يتطلع إليه الرياضيون الشباب، لأخلاقه العالية وتواضعه اللذين اكتسبهما من اعتناقه الإسلام.
الرياضي المسلم سوني بيل ويليامز في السعودية
بعد أن اعتنق الإسلام عام 2009،على يد إمام المسجد النبوي، زار نجم اتحاد الرجبي العالمي، سوني بيل ويليامز، الأراضي المقدسة في المملكة، وتوجه إلى مكة المكرمة لأداء العمرة. وكانت "الديلي ميل" البريطانية، نشرت في وقت سابق بعض الصور الخاصة بزيارة، ويليامز، البالغ من العمر 32 عاماً، التي شملت المسجد النبوي، والمسجد الحرام في مكة المكرمة. وظهر وهو يؤدي الصلاة برفقة الشيخ كمال أبو مريم، بجوار قبر الرسول (ص).
وأعرب ويليامز عن سعادته بالوجود في المملكة، والأجواء الروحانية المميزة في المسجد النبوي ومكة المكرمة. وقال ويليامز عبر حسابه على موقع إنستغرام: "ما أجمل زيارة الأنبياء، والمسجد المقدس في المدينة". كما تقدم بالشكر للشيوخ الذين رافقوه في رحلته، معرباً عن امتنانه للتعرف إليهم.
ويلعب الرياضي المسلم سوني بيل وليامز، مختلف الألعاب الرياضية. وذهب للعب في أستراليا، لينال لقب أفضل لاعب هناك. بعدها قرر أن يتوجه إلى رياضة الملاكمة، إلى جانب الرجبي، وقد ساعده جسده ذو البنية القوية على ذلك، ونال لقب بطل العالم في الملاكمة، ولقب بطولة الملاكمة في نيوزيلندا.