إنفوجراف| أخطاء يرتكبها الرؤساء التنفيذيون الجدد.. هكذا تتجنبها
المؤسسات تستثمر الكثير من الوقت والمال من أجل توظيف مدير تنفيذي جديد وذلك من أجل وضع رؤية جديدة وإحداث تغييرات من شأنها أن تجعل الشركة تحقق نجاحاً أكبر.
ولكن الإحصائيات تؤكد أنه خلال ١٨ شهراً فإن ٥٠٪ من الأشخاص الذين يتم توظيفهم في هذا المنصب يفقدون وظيفتهم.
الأسباب التي تجعل النسبة مرتفعة لهذه الدرجة مختلفة ومتنوعة وتترواح بين عدم قدرة المدير على التأقلم مع ثقافة الشركة أو بسبب عدم تمكنه من فهم لما تريده الشركة بالضبط أو لحاجات الزبون وأحياناً بسبب التوقعات غير المنطقية التي تضعها الشركة.
ورغم أن الشركة تتحمل أحياناً جزءاً من المسؤولية ولكن المدير نفسه يتحمل الجزء الأكبر منها. المديرون التنفيذيون يحضرون أنفسهم للفشل خلال الأشهر الأولى من حصولهم على وظيفتهم من خلال تصرفاتهم ومقارباتهم. كمدير تنفيذي يتم توظيفه من خارج الشركة فان الغاية بطبيعة الحال هي إضافة قيمة جديدة الى المؤسسة وعليه فإن هم المدير التنفيذي يكون التأكيد للذين قاموا بتوظيفه وللذين سيعملون تحت إمرته بأنه الشخص المناسب لهذه الوظيفة.
وحينها يبدأ بإرتكاب الأخطاء الشائعة التي ترتكبها الغالبية لدى تسلمها هذا المنصب.
قواعد تحفيز الموظفين: كيف تقيم كل موظف ومتى تسمح بالمكافأة ومتى تعاقب؟
تقديم رؤية جديدة للشركة فوراً
كمدير تنفيذي جديد لعلك تشعر بالحماسة وتريد إحداث الكثير من التغييرات دفعة واحدة، فأنت تملك الكثير من الأفكار التي تود أن تبدأ بتطبيقها فوراً. ولكن هناك مجموعة من الأسباب المنطقية التي يجب أن تجعلك تعيد حساباتك وتتريث قليلاً.
عليك منح نفسك الوقت الكافي لإستيعاب كل ما يحصل من حولك فأنت في نهاية المطاف ما تزال «الموظف الجديد».
يفضل الإنتظار لبضع أشهر قبل محاولة القيام بأي تغييرات جذرية. خذ وقتك لمراقبة وضع الشركة وإستمع لكل من يحيط بك سواء من زملاء وحتى من الزبائن.إن كانت المقاربات المعتمدة لإنجاز الأعمال لا تعجبك عليك أيضاً بالتأني والإستفسار عن أي محاولات أخرى للتعديل تم اللجوء اليها قد حتى طرح مقارباتك الخاصة.
ستتفاجأ بكمية الأفكار التي ستكون الشركة قد حاولت تطبيقها وأحياناً ستجد أن ما تفكر به قد تم تجربته من قبل. لذلك راقب وإستمع وحلل وخذ وقتك قبل أن تبدأ بإحداث التغييرات. وفي حال تم سؤالك مرة تلو الأخرى عن أفكارك وعن خطتك لتحسين الأوضاع لا تشعر بالضغط ولا تقدم الإجابات قبل أن تكون مستعداً . أبلغهم منذ البداية بأن الفترة الأولى ستكون فترة مراقبة قبل تقديم الخطة الشاملة لهم.
قرارت عديدة في مرحلة مبكرة
بطبيعة الحال وحين تستلم منصبك ستجد بأن هناك الكثير من القرارات التي لم يتم حسمها وذلك بسبب الفراغ الذي حصل بين مغادرة الرئيس التنفيذي السابق وبين منحك الوظيفة. ولكن ما عليك القيام به هو تجنب إتخاذ القرارات التي لها تأثير على المدى البعيد على وضع الشركة.
بطبيعة الحال بعض الأمور قد لا تحتمل التأخير لذلك عليك حسمها.. ولكن ما عليك القيام به هو حسمها بشكل مؤقت وإبلاغ الجميع بأنها قد تتبدل بعد الربع الأول.
الهدف من هذه المقاربة هو عدم عرقلة سير العمل ومنحك الهامش الزمني الذي تحتاج اليه والذي يمكنك من معرفة كل ما تحتاج لمعرفته من أجل التأكد ما إن كانت القرارات المؤقتة صائبة أم تحتاج الى تعديلات. يجب أيضاً وضع بعض المعايير المؤقتة وذلك لضمان سير العمل بشكل فعال، كما يفضل خلال هذه الفترة عدم القيام بأي عملية توظيف جديدة ما لم يكن هناك حاجة ملحة لذلك.
الحديث عن مقاربات شركتك السابقة
لا أحد يريد سماع جملة « في شركتي السابقة كنا نقوم بهذا الأمر بهذه الطريقة أو تلك».. الشركة الجديدة ليست شركتك القديمة وهي تختلف عنها ولا تريد أن تشببها.
لقد تم توظيفك لأنك تملك المهارات وقد حققت النجاحات ولكنك حالياً جزء من فريق عمل لشركة مختلفة. أي مقارنة بين الشركة الحالية والشركة القديمة ستثير مشاعر الحقد والنفور ضدك لأنه بالنسبة للعاملين في الشركة الجديدة أنت «الموظف الجديد» الذي لا يملك أدنى فكرة عما يحدث في الشركة ولا عن آلية عملها وعملهم وبالتالي لا يحق لك إنتقادها أو إنتقادهم على الإطلاق.
التركيز على إنشاء علاقات خارج الشركة
نعم أنت حالياً في منصب متقدم وغالبية «الشخصيات» الهامة من خارج الشركة تود أن تتعرف اليك والتواصل معك. الغالبية تسير خلف ذلك وتحاول إنشاء علاقات مع أشخاص بمراكز مرموقة خارج الشركة بحكم أن هذه الشخصيات ستفيدهم خلال عملهم وحتى خلال حياتهم المهنية المستقبلية. ولكن في الواقع ما عليك القيام به هو التركيز على إنشاء علاقات قوية مع أشخاص داخل الشركة نفسها أولاً.
بمجرد إستلامك لمنصبك عليك بتحديد مواعيد مع مجموعة من الأشخاص من مختلف الأقسام والبدء بإنشاء علاقات معهم وعدم التركيز على العلاقات خارج الشركة.. فتلك المرحلة سيحين وقتها لاحقاً.
القيام بالأمر بمفردك
المدير التنفيذي الجديد يتجنب طلب المساعدة من أي جهة كانت داخل المؤسسة لأن القيام بذلك من وجهة نظره تجعله يبدو ضعيفاً أو غير قادر على إتخاذ القرارات بمفرده.
هذه المقاربة تجعله لا يقوم بتفويض المهام، وحين يقوم بذلك فهو وكأنه يبلغ الآخرين بانه لا يثق بهم ما يخلق الكثير من الأجواء السلبية. لمضاعفة نسبة نجاحك خلال الربع الاول عليك وبمجرد إستلامك للوظيفة العمل على تكوين فريق قوي من العاملين بالشركة يشكلون فريق دعم يساعدك على فهم كل ما تحتاج لفهمه.