كيف تكسب ولاء الموظفين في شركتك؟
الكثير من العمل، الضغوطات كبيرة والهامش الزمني ضيق.
الموظفون يعملون لساعات إضافية، فهم يسعون جاهدين لتسليم العمل ضمن المهلة الزمنية المحددة. لا توتر ولا تذمر بل إيجابية منتجة. هل تبدو الصورة أشبه بيوتوبيا مؤسساتية؟ ربماهي كذلك، ولكن ذلك لا يعني أنه لا يمكن تحويلها الى واقع ملموس.
المدير في أي شركة كانت له تأثيره الكبير جداً على الأجواء التي تسود في مكان العمل وعليه فتصرفاته ومقاربته تحدد ما إن كان قد كسب ولاء العاملين أم خسره.
كسب الولاء هام جداً ولأسباب عديدة لعل أهمها نجاح المؤسسة ككل على المدى البعيد لكونها تقلل من نسبة الذي يغادرون الشركة كما أنها تزيد من معدل الإنتاجية . بإختصار ولاء الذين يعملون في الشركة هو قلب المؤسسة الناجحة النابض. ولكن السؤال المطروح هنا .. كيف يمكن كسبه ؟
منح عملية التوظيف كل الوقت الذي تحتاجه
عملية التوظيف تتطلب الكثير من الوقت ولكن إن تم منحها الإهتمام الكافي فالنتائج ستكون إيجابية للغاية. من الأهمية بمكان إختيار الشخص المناسب للمنصب المناسب. وفق الدراسات فإن الموظف الذي تتناسب مؤهلاته مع الوظيفة بشكل مثالي هو الأكثر ولاءً .
خلال المراحل الأولى قم بتعريفهم على عدد من الاشخاص في الشركة واطلب منهم العمل على مشروع ما معهم وراقب شخصياتهم وتأكد من أن مبادئهم وقيمهم تتماشى مع قيم ومبادئ الشركة. حين تختار الموظف المناسب للوظيفة المناسبة فحينها الاندماج مع فريق العمل سيتم بشكل طبيعي من دون مشاكل.. أي أنك ستكتسب على كل الجبهات.
لا تلتزم بالقوانين بشكل متزمت
الخبرة، القدرة على إتخاذ القرارات و المثابرة والموظبة، هذه هي بعض الصفات التي على كل مدير إمتلاكها. ولكن حتى المدير الذي يملك فكرة واضحة عن كل جزئية تتعلق بالشركة و أهدافها ويمتلك تلك الصفات يمكنه أن يفشل.. والسبب هو العلاقة التي تربطه مع الموظفين.
الغيرة، النفور، الكره، عدم الرضا كلها مشاعر سلبية يمكنها أن تحول أي بيئة عمل الى جحيم وبالتالي النتائج ستكون كارثية. من الأهمية بمكان أن يتمكن المدير من معرفة الموظفين الذين لا يشعرون بالرضا.. لان مشاعرهم السلبية هذه ستنتقل كعدوى سريعة الإنتشار في الشركة.
المدير الذي يلتزم بالقوانين بشكل حرفي لن يقدم على أي تصرف كان وسيلتزم بما هو محدد بشكل مسبق، وبالتالي هو يحضر نفسه لفشل قادم سواء لناحية إنتشار الأجواء السلبية أو خسارة الموظفين. المهارات الناعمة هي التي ستنقذ الموقف.. على المدير خرق القوانين المتزمتة والتعامل مع الموظف الذي لا يشعر بالرضا بشكل مباشر لحل المشكلة.
التماهي معهم وعدم إستغلالهم
كل موظف يملك مجموعة خاصة به من الإهتمامات والتفضيلات والمشاكل. على المدير أن يفهم المدير الذين يعملون في شركته والأكثر أهمية من هذا هو أن يفتح بابه للإستماع لهم. ما على المدير القيام به هو التماهي مع الموظفين، أي أن يضع نفسه مكانهم.
كما على المدير أن يدرك بأنه حين يشعر أي موظف بأنه يتم إستغلاله فهو لن يكون بأي شكل من الأشكال من الفئة المخلصة للشركة. الإستغلال يأتي بمختلف الأشكال والألوان، فقد يكون سرقة للأفكار، تجاهل للإنجازات، أو إستغلال القدرات لاقصى درجات من دون مقابل يتناسب مع المطلوب من الموظف.
كن متفهماً .. حين تتطلب منك المواقف ذلك
التصرف بشكل سلطوي من أجل جعل كل موظف يدرك بأنك المدير الفعلي الذي يدير كل الأمور لن يؤدي الى أي نتيجة إيجابية.. على العكس تماماً. عوض الحديث بلغة الأمر أو عوض حسم القرارات التي تؤثر على الموظفين والإكتفاء بإبلاغهم بذلك قم بإعتماد مقاربات مختلفة.
مثلاً لو أخذنا المشكلة التي تواجه كل مدير على هذا الكوكب.. عدم الرضا عن إنتاجية أو نوعية عمل موظف معين.. عادة يصار الى توبيخ الموظف أو إرسال إنذار له أو حتى مخاطبته بقساوة، الأمر هذا لن يجعل المدير يخسر ولاء هذا الموظف فحسب بل ولاء الاخرين لانه بالنسبة اليهم قد يصبحوا يوماً في الموقف نفسه.
المقاربة الصحيحة هي بالحديث مع الموظف ورمي الكرة في ملعبه وسؤاله عما إن كان هو شخصياً يشعر بالرضا عن عمله.. ثم قدم وجهة نظرك ونصائح. إن التزم وتحسن تكون قد كسبت الكثير وإن لم يلتزم حينها يمكن إتخاذ الإجراءات المناسبة.
لو عدنا الى الحالة الثانية، أي حسم قرارات تؤثر على وضع الموظفين أو المهام التي عليهم القيام بها، قبل إلزامهم بها يجب الحديث عن الأمر معهم والإستماع لوجهات النظر المختلفة والشكاوى. وإستناداً الى ما تملكه من معطيات يمكنك قولبة القرار بشكل منطقي.
أي موظف يشعر بأنه يتم إشراكه في حل المشكلة سيكون مخلصاً لمكان عمله.
الولاء.. طريق إتجاهين
حين تطلب الشركة الولاء عليها أن تقدمه أيضاً. الإنفاق من أجل تطوير الموظفين، منحهم المكافآت التي يستحقونها، فتح مجالات التقدم وظيفياً كلها خطوات تظهر بأن الشركة تقدر العاملين.. والتقدير سيقابل بالتقدير. البداية يجب أن تكون بتدريب أي شخص بمنصب قيادي على آلية التعامل الصحيحة مع الموظفين، لان العلاقة بين الموظف والمسؤول عنه هي أكبر مؤشر على النجاح أو الفشل. إن كانت علاقة سيئة ستخسر الولاء والموظف حين تتوفر له أي فرصة في شركة أخرى. لاحقاً يجب الاستثمار بتحسين مهارات الموظفين فذلك يخلق الولاء الذي يؤسس لنجاح يستمر على المدى البعيد.