لإنتاجية أكبر.. كيف تجعل موظفيك سعداء؟
ارتباط الإنتاجية برضا الموظفين عن وظيفتهم، وسعادتهم في العمل، هي حقيقة لا يختلف عليها اثنان، وقد أدركها المديرون مؤخرا ووجدوا أنه لا مفر من اعتماد هذه الاستراتيجية وجعل سعادة الموظفين هدفا يضعونه نصب أعينهم، ولحسن الحظ هناك عدة نقاط يمكنها أن تؤدي إلى «النهاية السعيدة» نستعرضها فيما يأتي:
أولاً: آلية تقييم الموظفين
قبل الحديث عن التحفير لا بد لكل مدير أن يقيم كل موظف لمعرفة أي مقاربة عليه اعتمادها من هذا الموظف أو ذاك لتحفيزه. بطبيعة الحال هناك آليات مختلفة تعتمدها الشركات للتقييم ولكن بشكل عام هناك خطوط عريضة جامعة يجب الاعتماد عليها.
-تحديد الهدف والمعايير بشكل واضح: لا يمكن تقييم الأداء ما لم تكن الأهداف التي تسعى المؤسسة لتحقيقها والمعايير التي تضعها واضحة. معايير الأداء يجب أن تكون معممة و أن تكون هي نفسها للموظفين الذين يشغلون المنصب نفسه. هذه المعايير يجب أن تحدد ما الذي يريد المدير من الموظفين تحقيقه وكيف يريدهم أن ينجزوا الوظيفة. أما الأهداف فيجب أن يتم تفصيلها على مقاس كل موظف وعدم تعميمها كما هي حال المعايير. الأهداف تعتمد على نقاط قوة وضعف كل موظف.
-متابعة أداء كل موظف: يجب مراقبة أداء الموظفين بشكل دائم وتقديم التقييمات بشكل دوري وعدم الاكتفاء بالاجتماع الرسمي السنوي. من غير المنطقي أن يسمع الموظف عن تقييم إيجابي أو عن ملاحظات حول نقاط الضعف للمرة الأولى خلال الاجتماع الرسمي بل يجب تقديمها عند ملاحظة أي خلل أو أي إنجاز يستحق الموظف الحصول على الثناء عليه.
-عزل التقييم عن الأحداث الآنية: في حال كانت الموظف يقوم بعمل سيئ ومؤخراً قام بعمل مثالي أو العكس فإن الأحداث الآنية لا يجب أن تؤثر على التقييم كاملاً. بل يجب أن يتم التقييم وفق الأداء على فترة من الزمن بحيث يشار إلى ما حدث مؤخراً شرط ألا يكون هو نقطة الانطلاق للتقييم.
-التقييم بشكل فردي: لا يجب تعميم التقييم على الجميع.. فإن كان هناك خلل ما في مكان ما فهناك جهة ما مسؤولة عن هذا الخلل. هذه المقاربة خاطئة وهي في الواقع لا تصنف كتقييم أداء بل هي تحميل الجميع مسؤولية خطأ موظف أو موظفين.
ثانياً: تحفيز الموظفين
-ابدأ بنفسك: إن كنت تتوقع من الموظفين العمل بجدية بالغة ووضع كل جهودهم فعليك أن تكون مثالاً يحتذى به، لا يمكنك أن تكون كالشخص الذي يتحدث عن أهمية الإقلاع عن التدخين والسيجارة في فمه.
-تحديد الأهداف الأسبوعية: كمدير أنت تملك أهدافاً أكبر وأشمل ولكن رمي الحمل كاملاً عليهم غير منطقي. يجب تقسيم هذه الأهداف وقولبتها في إطار زمني مقبول. الأهداف الأسبوعية تجعل المهام تبدو قابلة للتنفيذ وبالتالي يسهل إنجازها.
-الشفافية والثقة: نقطتان غاية في الأهمية، فمن دون شفافية لا ثقة وعليه لا مجال للتواصل بشكل فعال مع أي موظف كان.
-معرفة ما الذي يجعل الموظف يؤدي عمله بشكل أفضل: من الأهمية بمكان معرفة ما الذي يفضل كل موظف العمل عليه وذلك لتوزيع المهامبشكل يضمن إنجازها بشكل مثالي. ففرض المهام كيفما إتفق لا يؤدي الى التحفيز بل النقيض كلياً. منح الموظف «القوة» يجعله يضع كل جهوده في العمل لانك منحته الفرصة على العمل على ما يحب العمل عليه.
-الفرص للتقدم: إن لم يكن هناك جائزة في نهاية المطاف فلا مجال للمحافظة على الزخم نفسه. بطبيعة الحال التحفيز يمكن أن يتم بداية الأمر من خلال الثناء ولكن التحفيز المعنوي لا يمكنه الاستمرار من دون مكافآت مادية أو ترقية.
إنفوجراف | 10 قواعد مالية على كل رجل في الثلاثينات أن يعرفها
ثالثاً: المكافأة والعقاب
المدير الذي يريد أن يعترف بإنجازات الموظفين لقيامهم بعمل جيد يملك الكثير من الأدوات التي تمكنه من تحقيق ذلك وهي زيادة على الراتب، الترقية أو الأمرين معاً. على كل مدير سواء امتلك الصلاحيات التي تخوله تقديم هذه المكافآت أو لم يملكها أن يحرص ويكافح من أن تقدم لمن يستحقها. ولكن في حال كانت المؤسسة تعمل ضمن ميزانية محدودة لا تسمح لها بتقديم هكذا زيادات على الراتب هناك مقاربات اخرى قائمة على تقديم المحفزات المالية بين حين وآخر.
بطبيعة الحال المكافأة تكون للموظف الذي ينجز عمله بشكل مثالي وفق معايير التقييم التي تحدثنا عنها. ولكن قبل منح المكافأة وخصوصاً إن كانت تتضمن الترقية يجب معرفة ما إن الشخص هذا سيبرع في منصبه الجديد أم لا، إن كان يريد هذا المنصب الجديد أم لا.
في المقابل معاقبة الموظف تكون للشخص الذي لا يقوم بعمل جيد، ولا يلتزم بقوانين الشركة وهو بشكل أو بآخر عقبة تمنع فريق العمل من التقدم. ولكن قبل المعاقبة يجب أن يكون هناك المسار الواضح بحيث توجه الإنذارات والتي عادة تكون ٣ يصار خلالها الى تحديد سبب توجيه هذا الانذار وما هو مطلوب منه. وفي حال لم يلتزم فإن المعاقبة تكون إما مادية أو معنوية أو حتى الطرد.