النحت أو الجراحة.. أيهما أفضل لمعالجة البدانة؟ روهيت كومار يجيب في حوار لـ«مجلة الرجل»
تشكل السمنة أحد تحديات العصر الاساسية، إذ إنها تفتك بأغلبية مجتمعات القرن الحادي والعشرين ولا تنحصر بفئة جنسية او عمرية معينة.
تفتك بالجميع وبمجيئها تمهّد الطريق لمجموعة واسعة من الامراض الخطرة، حتى باتت تعدّ بؤرة للامراض المزمنة، كداء السكري من النوع الثاني، وأمراض القلب والاوعية الدموية، وصولاً الى بعض انواع السرطانات نتيجة عدم تناول مأكولات صحية. اخطر ما في الامر ان أغلبية المجتمعات الرازحة تحت وطأتها، لا تتمتع بالوعي الكافي للاخطار الهائلة المختبئة في طيّاتها.
شاهد| سعد الحريري يتحدث لـ«الرجل» عن إمكانية دخول نجله لعالم السياسة
إذاً عند التحدث عن السمنة وضرورة محاربتها،سواء باتباع حميات غذائية او بالخضوع لتدخلات جراحية، ليس همّنا الشأن الجمالي إذ إن المسألة مسألة ذوق، بل على العكس هدفنا نشر الوعي الكافي بخطورتها ومضاعفاتها الهائلة على الصحة عموماً.
فقد بيّنكثير من الدراسات في الاعوام القليلة الفائتة ان المجتمعات العربية ليست بمنأى من السمنة، لا بل انها في طليعة الدول المهدّدة. من المملكة العربية السعودية الى قطر ودولة الإمارات العربية المتحدة، مروراً بالاردن وسوريا، وصولاً الى مصر، أعداد هائلة من السكان تعاني الدهون المكدّسة. السببان الرئيسان واضحان كالشمس: قلّةٌ هم الذين يمارسون الرياضة بالتزام، وكُثُر هم الذين يتهافتون على تناول المأكولات السريعة غير الصحية والمشبعة بالدهون.
كيف تحول وسم #فطور_فارس إلى مطعم ؟.. فارس التركي يجيب خلال حوار مع مجلة الرجل
وبعدما عرضنا الكثير من الاساليب الغذائية الصحية، قررنا عرض الحلول الجراحية الخاصة بمكافحة السمنة. لذلك توجهنا إلى الاختصاصي بجراحة السمنة بالمنظار، رئيس قسم الجراحة وخدمات الطوارئ في "المستشفى الدولي الحديث" في دولة الامارات، الدكتور روهيت كومار، للحصول على المعلومات اللازمة وكان الحوار التالي :
حدثنا عن العمليات الجراحية لعلاج البدانة لدى الرجال ؟
تُختار الجراحة المناسبة وفقاً لمؤشّر كتلة الجسم (BMI) لدى المريض. غالباً ما ينصح بهذه الجراحات الذين يزيد لديهم مؤشر كتلة الجسم على 32. هناك أربع عمليات جراحية يوصي الأطباء بإجراء أي منها في هذه الحالة، وهي: تكميم المعدة بالمنظار، عملية تحوير المعدة، تركيب بالون المعدة بالمنظار، ربط المعدة.
شاهد| سعد الحريري في حواره لـ«مجلة الرجل»: تعلمت الصبر السياسي من مدرسة الحياة التى عشتها في المملكة
أيّهما الخيار الأفضل للذين يعانون من الكرش أو البطن الكبير: عملية نحت الجسم أو جراحة البدانة؟
المصطلح الطبي للكرش هو "السمنة البطنية"، ولعلّ أفضل علاج يوصى به للرجل الذي يعاني كرشاً صغيرة هو إجراء عملية لشفط الدهون أو نحت الجسم. أما في ما يتعلّق بصاحب البطن الكبير، فعادةً ما يكون مؤشّر كتلة الجسم لديه مرتفعاً ويعاني حالات مرضية معيّنة، مثل داء السكري أو ارتفاع في مستوى الكوليسترول أو ارتفاع في ضغط الدم أو انقطاع النفس النومي. لذلك، من المفضّل في هذه الحالات اللجوء إلى جراحات علاج البدانة، مثل تكميم المعدة بالمنظار.
ما الأسباب التي تحول دون قيام الرجال بإجراء عمليات جراحية لإنقاص الوزن؟
نلاحظ حالياً إقبالاً واسعاً في أوساط الرجال على الجراحات لمعالجة البدانة، لكن ما زلنا نصادف بعض المرضى الذين يتجنّبون الخضوع لأي من العلاجات المقترحة وذلك لأسباب نفسية، كالخوف من الجراحات عموماً، أو الخوف من التخدير أو بسبب حصولهم على معلومات خاطئة من الإنترنت، أو التخوّف من المضاعفات الجانبية الشائعة التي ترتبط بعمليات إنقاص الوزن وعدم قدرة المريض على الالتزام القيود والانظمة الغذائية ذات الصلة.
هل يمكن ان تفيد جراحات علاج البدانة، مرضى السكري أو القلب أو غيرها من الأمراض المزمنة؟
لا شك في أن الخضوع لجراحة علاج البدانة، يساعد إلى حد كبير في تحسين صحّة المرضى، لاسيما اولئك الذين يعانون السكري أو ارتفاعاً في مستوى الكوليسترول أو أمراض القلب أو انقطاع النفس النومي.
هل يمكن ان تلعب السن دوراً سلبياً في امكان نجاح هذا النوع من التدخلات الجراحية؟ هل يمكن مثلاً ان تختلف النتائج بين رجل في الثلاثينات وآخر في الخمسينات؟
تشكل السنّ عاملاً أساسياً في جراحات علاج البدانة، علماً أن النتيجة تبقى دائماً نفسها، بغضّ النظر عن الفئة العمرية للمريض. لكن لا بدّ من الأخذ في الحسبان، أن صحتيّ القلب والأوعية الدموية لدى رجل في العقد السابع تختلف بشكل كبير عن رجل في الثلاثينات أو الخمسينات. لذلك على المرضى كافةً، الراغبين في إجراء عملية لإنقاص الوزن، القيام بتحليل طبي كامل لصحة القلب. إنما أكرّر أن نتائج هذه الجراحات تبقى نفسها لدى المرضى، مهما تباينت فئاتهم العمرية.
ما الآثار الجانبية التي يمكن ان تنتج عن كل نوع من انواع الجراحات المذكورة؟
لم تُرصد أي آثار جانبية لعمليات تكميم المعدة بالمنظار حتى الآن، غير أن العمليات الجراحية الأخرى ذات الصلة، غالباً ما ترافقها آثار جانبية طفيفة، تتمثّل في سوء التغذية خلال المرحلة الأولى من التعافي لدى الرجال الذين يخضعون لعملية تحوير المعدة.
في حين يعدّ الشعور المتكرّر بالغثيان من الآثار الجانبية الأكثر شيوعاً خلال الأيام القليلة الأولى التي تلي ربط المعدة أو تركيب بالون المعدة. أما المرضى الذين يخضعون لعملية شفط الدهون، فمن المرجّح أن يختبروا انخفاضاً في الإحساس بعد العملية، لكن سرعان ما يتعافون.
ما الخطوات التي على الرجال اتخاذها قبل الخضوع للعملية؟ هل من تحاليل طبية معينة يجب القيام بها أيضاً؟
على جميع المرضى الراغبين في إجراء عملية لإنقاص الوزن، القيام بتحليل طبي متكامل يشمل فحوص الجهاز الهضمي والغدد الصمّ، وتحليل نفسي أيضاً للتأكّد من الوضعين الصحي والنفسي للمريض وقدرته على الخضوع للعملية.
كم تستغرق هذه الجراحات من وقت؟
تراوح مدّة جراحات علاج البدانة عادةً بين ساعتين وساعتين ونصف الساعة، في حين تتطلب عملية شفط الدهون ساعة واحدة أو ساعة ونصف الساعة فقط.
ما المدّة المتوقعة للتعافي من العملية؟
يمكن ان يغادر المريض المستشفى بعد يوم واحد من خضوعه للجراحة. كما يمكنه مزاولة نشاطاته اليومية الطبيعية بعد يومين إلى ثلاثة أيام من الراحة فقط.
هل من تعليمات أو إجراءات معيّنة على المريض التقيّد بها بعد العملية؟
لدى الخضوع لعملية شفط للدهون، على المريض ان يتقيد بالارشادات المعطاة له، وهي غالباً ما تتلخص بالضغط على المنطقة المعالَجة أو ارتداء اللباس الضاغط لمدّة لا تقل عن ستة أسابيع. أما في ما يتعلّق بجراحات علاج البدانة وعمليات إنقاص الوزن، فيتعيّن على المرضى مراجعة الطبيب بشكل منتظم لإجراء فحوص الدم والفيتامينات للتأكّد من صحة الجسم والتغذية السليمة. من المفضّل زيارة الطبيب المختص، كل ثلاثة أشهر خلال السنة الأولى للعملية، وكل ستة أشهر خلال السنوات اللاحقة.
هل يتوجّب على المريض أن يعتمد نظاما غذائياً معيّناً بعد إجراء العملية؟
ينصح الأطباء دائماً بالإكثار من شرب السوائل بعد العملية، وغالباً ما يحددون نظاماً غذائياً معيّناً يتناسب مع الحاجات الصحية والبدنية لكل مريض.
ما نسبة نجاح هذه العمليات؟
تتميّز جراحات علاج البدانة بنسبة نجاح عالية تصل إلى نحو 90 في المئة لدى المرضى من أوزان مختلفة وفئات عمرية متفاوتة.
ما عملية نحت الجسم؟ وكم تستلزم من الوقت؟ وكم عدد الجلسات اللازمة للحصول على النتائج المرجوّة؟
نحت الجسم هو آلية تُزال خلالها الدهون الزائدة في مناطق مختلفة من الجسم، باستخدام أساليب مختلفة، مثل الشفط أو الاستئصال. يمكن إجراء هذا النوع من العمليات للأفراد ممن يقل مؤشر كتلة الجسم لديهم عن 32 بمعدّل جلسة إلى جلستين فقط خلال ستة أشهر. إذا كان المريض قد خضع لجراحة بدانة، يجب أن تتم عملية نحت الجسم بعد فترة لا تقل عن 18 شهراً من إجراء الجراحة، لضمان ثبات وزنه.
أي مناطق يمكن أن تطبّق عليها عملية النحت؟
الوجه والذقن والعنق والذراعان والبطن والجذع والفخذان والوركان.
هل تؤلم هذه العملية؟
قد يشعر المريض ببعض الألم أو عدم الراحة بعد العملية، لكن يمكن التخلص من هذه الأعراض بسهولة، عن طريق المسكّنات التي يصفها الطبيب المختص.
هل يمكن لأي رجل إجراء عملية نحت الجسم؟ هل تقتصر فقط على المرضى ممّن خضعوا لجراحة علاج البدانة، أم تشمل كذلك، الذين أنقصوا اوزانهم نتيجة اتّباع حمية غذائية صارمة؟
يمكن أي شخص إجراء عملية نحت الجسم، سواء خضع لجراحة بدانة أم لا.