ثاني أكبر تسريب صحفي في العالم.. وثائق "براديس" تكشف الوجه الآخر للنخبة الثرية
كشف صحيفون ووسائل إعلام خلال عطلة نهاية الأسبوع الماضي، عن احتفاظ عدد من كبريات الشركات ورؤساء الدول والشخصيات العالمية في مجالات السياسة والترفيه والرياضية، بثرواتهم في ملاذات ضريبية سرية بعيدًا عن أعين السلطات.
وجاء ذلك في تحقيق صحفي موسع أسفر عن تسريبات مكونة من 13.4 مليون وثيقة أكدت ازدهار البيئات الحاضنة لمثل هذه الملاذات، وكشفت عن الطرق المعقدة والمصطنعة التي تمكن أغنى الشركات من حماية ثرواتها بقوة القانون.
انفوجراف| ماذا قال الشيخ صالح المغامسي شخصية مجلة «الرجل» عن لقائه بولي العهد ؟
وحصلت صحيفة "زود دويتشي تسايتونج" الألمانية على المواد المسربة من اثنين من مقدمي خدمات "الأوفشور" والتي شملت سجلات لـ19 ملاذًا ضريبيًا، وذلك بالتعاون مع الاتحاد الدولي للصحفيين الاستقصائيين وبالمشاركة مع صحيفة "الجارديان" وهيئة الإذاعة البريطانية وجريدة "نيويورك تايمز".
ويعد هذا هو ثاني أكبر تسريب صحفي للبيانات في العالم بعد "وثائق بنما"، وعمل على إنجاز التحقيق 380 صحفيًا استغرقوا عامًا بأكمله لتحليل ومراجعة البيانات التي يعود تاريخها إلى 70 عامًا مضت.
وفيما يلي استعراض لأبرز ما كشفت التسريبات، التي أطلق عليها اسم "وثائق براديس" عنه، وفقًا لما نشر بوسائل الإعلام المذكورة.
- استثمار ملايين الجنيهات الإسترلينية من أموال ملكة بريطانيا في أحد صناديق جزر كايمان، وتوجيه بعض الأموال إلى متاجر تجزئة متهمة باستغلال الأسر الفقيرة والضعفاء.
- إجراء معاملات "أوفشور" واسعة النطاق من قبل أعضاء إدارة "دونالد ترامب" ومستشاريه، بما في ذلك دفع مبالغ مالية كبيرة من شركة مملوكة جزئيًا لصهر الرئيس الروسي "فلاديمير بوتين" إلى شركة الشحن التابعة لوزير التجارة الأمريكي "ويلبر روس".
- كشفت أيضًا الوثائق عن كيفية حصول "فيسبوك" و"تويتر" على مئات الملايين من الدولارات في صورة استثمارات، ربما يعود أصلها إلى مؤسسات مالية روسية.
- تولى رجل الأعمال الكندي "ستيفن برونفمان" وهو أحد أبرز ممولي الحملة الانتخابية لرئيس وزراء البلاد "جاستن ترودو"، اتحادًا لإدارة الأموال وتجنب الضرائب في جزر كايمان.
- إجراء عمليات تهرب ضريبي كبيرة للغاية من قبل الشركات متعددة الجنسيات، بينها "آبل" و"نايكي".
- كما أزاحت الغطاء عن كيفية حماية بعض أكبر الأسماء في صناعة السينما والتلفزيون لثرواتهم عبر مجموعة من مخططات "الأفشور".
- إعادة جزيرتي "مان" و"مالطا" ضرائب بقيمة مليارات الدولارات إلى ملاك الطائرات الخاصة واليخوت الفاخرة.
- تفاصيل حول التحالف والقرض السري المستخدم من قبل شركة "جلينكور" في تأمين حقوق التعدين المربحة في جمهورية الكونغو الديمقراطية.
- استخدام شبكات معقدة من شركات "الأفشور" من قبل مليارديرين روسيين للاستحواذ على حصص في ناديي كرة القدم الإنجليزيين "أرسنال" و"إيفرتون".
ومن شأن هذه الإفصاحات الضغط على قادة العالم، بمن فيهم "ترامب" ورئيسة الوزراء البريطانية "تيريزا ماي" اللذان تعهدا بكبح جماح مخططات التهرب الضريبي الآخذة في التزايد بشكل سريع.
حوادث طائرات راح ضحيتها حكام ومشاهير
وفي الوقت نفسه، أظهر التحقيق تحويل الشركات متعددة الجنسيات حصة متزايدة من أرباحها إلى الخارج للاحتفاظ بها في هذه الملاذات، والتي بلغت 600 مليار يورو (696 مليار دولار) العام الماضي، وفقًا لدراسة أجراها الاقتصادي "غبريال زوكمان" ستنشر في وقت لاحق من هذا الأسبوع.
وبحسب "الجارديان" يقول "زوكمان": الملاذات الضريبية هي أحد المحركات الرئيسية لتزايد المعدل العالمي للتفاوت في الدخل، بينما التهرب من الضرائب أصبح من الرياضات المفضلة للنخبة العالمية.
وتدور التسريبات بشكل رئيسي حول مكتب المحاماة " Appleby" الذي يملك فروعًا في جزر كايمان وبرمودا والعذراء ومان وجيرسي وجويرنسي، ويعد عضوًا بارزًا في ما أطلق التحقيق عليه "الدائرة السحرية" لكبار مقدمي خدمات "الأفشور"، حيث كان يوفر الهياكل والاستشارات المساعدة على خفض الضرائب بشكل قانوني، بحسب ارقام.
ويقول المكتب إنه حقق في جميع الادعاءات واكتشف عدم وجود دليل على وقوع أي مخالفات من جانبه أو من قبل عملائه، مضيفًا: نحن مكتب محاماة يقدم المشورة للعملاء بطرق مشروعة للقيام بأعمال مشروعة، ولا نتسامح مع السلوك غير القانوني.