صديقها يُخبرها عن الفيلسوف
كان الفيلسوف الشرقي بزرجمهر الذي كان يعتبر من الاتقياء والحكماء القدماء يقول:
" لقد وقفت بالفعل أمام العديد من الأعداء، لكن احدا منهم لم يكن أصعب هزيمة من العدو الذي أحمله في داخلي " .
"ولقد قاتلت بالفعل العديد من الخصوم، ولكن أسوء من كان بينهم، أولئك الذين قالوا لي قديماً "دعنا نكون أصدقاء"
"و لقد أكلت بالفعل الكثير من الأشياء اللذيذة، ووقعت بالحب مرات عديدة، ولكن أفضل الأشياء التي حدثت معي كانت في امتلاكي الصحة الجيدة ".
" ولقد تعرضت للهجوم والأذية عدة مرات، ولكن الكدمات الأكثر إيلاماً جاءتني من أفواه الناس الذين اعتبرتهم أخلاقيين ونبلاء ".
" وكنت سعيداً جداً لأن الحياة سمحت لي بالعيش قريباً من الملوك الذين قدموا لي الهدايا بسخاء، ولكنني أكثر سعادة لأن الحياة سمحت لي بالابتعاد عنهم من دون جرح مشاعري بالألم، لذلك يمكنني أن أستمتع بأيامي بالطريقة التي اخترتها"
انا و الآخر
كان أحد الرجال جالساً في المقهى مع مجموعة من أصدقائه، عندما دخل صديق قديم لهذا الرجل إلى المكان، هذا الصديق القديم كان دائم السعي في حياته لفِعل الأشياء الصحيحة ولكن من دون أي نجاح.
فاعتقد الرجل (الجالس مع أصدقائه) بأنه سوف يُضطر لإعطاء هذا الصديق بعض المال، ولكن الذي توضح في تلك الليلة أن الصديق كان غنياً، وقد أتى على وجه الخصوص ليُسدد كل ديونه التي حصل عليها خلال السنوات الماضية، وإلى جانب سداد قروضه الماضية، قام بدفع فاتورة المقهى لجميع الجالسين.
وعندما سأل الرجل صديقه القديم عن سر ثراءه المفاجئ : أخبرهم بأنه فقط منذ بضعة أيام قليلة كان يعيش الآخر .
فسأله الجميع: من هو الآخر ؟
فأجاب الصديق: الآخر هو الشخص الذي علَّمني أن أكون، ولكنه ليس أنا، فالآخر هو الشخص الذي كان يؤمن أن الرجل الغارق بامتلاك الحياة هو الذي يقضي كل حياته بالعمل كي يمتلك الضمانة في شيخوخته من الموت جوعاً، والذي يضع الكثير من الخطط في حياته، ليكتشف فقط بأنه على قيد الحياة عندما شارفت أيامه على الانتهاء
(فسأل الرجل صديقه الغني): وأنت الآن من تكون؟
فقال: أنا مثل أي شخص موجود هنا، وإذا كنت تريد أن تعرف أكثر: فأنا الشخص المليئ بالرعب والخوف، وأنا ذلك الآخر الذي يخاف خيبة الأمل التي لا تدعه يفعل شيئاً بالحياة
فقال الأصدقاء في المقهى: لكن بذلك ستبقى المعاناة موجودة .
(فأجاب الصديق): لا أحد يهرب من المعاناة، ولكن أن تخسر بعض المعارك في قتالك من أجل أحلامك أفضل بكثير من أن تكوناً مهزوماً من دون معرفتك مالذي كنت تقاتل من أجله.
وعندما اكتشفت ذلك، استيقظت على نفسي لاتخاذ قراري بأني أريد حقاً أن أكون ما تمنيت في حياتي ، وفي تلك اللحظة وقف هذا الآخر الذي تحدثت عنه على سريري ينظر إلي ويترقبني، ورفض تقبل حالتي الجديدة التي أصبحت عليها، وحاول امتلاك نفسي مرة أخرى، ولكنني لم أسمح له بذلك رغم محاولاته العديدة في تنبيهي وتخويفي بالمخاطر المترتبة علي من إهمال تفكيري بمستقبل الحياة، وفي تلك اللحظة التي طردت فيها هذا الآخر من حياتي، انطلقت طاقة الكون الإلهية في تفعيل معجزاتها.