هل فكرت لحظة من نحن؟.. تعرف على أصل وتاريخ العرب
هناك أهمية كبيرة ترتبط بإكتشاف ومعرفة أصل كل شعب من الشعوب. فنشأة الشعوب ومسارها التاريخي تمنح نظرة مفصلة عن التاريخ الذي يجعلنا نفهم بشكل أوضح واقعنا المعاش وربما يقدم لنا نظرة منطقية عن مستقبلنا.
قد يظن الواحد منا أن الإجابة على سؤال حول أصلنا كعرب ستكون واضحة ومباشرة، ولكنها ليست كذلك.. بل هي عديدة ومختلفة ومتضاربة.
السبب في هذه التشعبات والإختلافات هو الإعتماد الكبير على الكتب والوثائق المدونة في طل إنعدام كلي للتنقيب عن الآثار.. وهذا ما يجعل النظريات موضع نقاش واخذ ورد من دون إثباتات ملموسة تدعمها أو تنفيها.
فيديو لحظات الموت الركاب يودعون أحبابهم برسائل أثناء خلل بالطائرة
أصلنا
العرب هم فرع من فروع الشعوب السامية وأقدم ذكر للعرب يعود الى نص آشوري من القرن الثامن قبل الميلاد. النظرية الاولى تقول أن العرب والشعوب السامية سكنت شرق شبه الجزيرة العربية في منطقة حوب الترسيب العربي الكبير، بينما النظرية الثانية تقول بأن العرب سكنوا جهات العراق قبل ان ينزحوا الى شبه الجزيرة فاطلق عليهم تسمية «الغربيين» ولكن وبما ان حرف الغين لم يكن ضمن اللغة السامية فكانت الغين يتم لفظها كعين.. وهكذا تمت تسميتهم «العرب» ولاحقاً سميت الجزيرة على إسمهم وهذه هي النظرية الاكثر شيوعاً حول التسمية وإن كان هناك نظريات اخرى سنتحدث عنها لاحقاً.
القبائل التي نزحت حينها هي «عاد» ومسكنهم الاحقاف (حالياً هي صحراء الأحقاف) ، وثمود ومسكنهم وادي القرى بين الجحاز والشام( حالياً هي مدائن صالح) ، وطسم وجديس ومسكنهما اليمامة والبحرين (حالياً هي الإحساء) ، وعمليق ومسكنهم عمان.
وفق الجرجاني فإن عمليق بنوا مصر، وأميم سكنوا رمل عالج والتي تعرف اليوم بالربع الخالي، وعبيل سكنوا الجحفة قرب المدينة وعبد ضخيم الطائف وحضروا مسكنهم الرس . الكلدانيون وفق ابن خلدون هم الطبقة قبل نوح فهم بن بني ادام ولكن ليس من بني سام بن نوح. وفي كتابه «تاريخ ابن خلدون» يقول « انتقلوا الى جزيرة العرب من بابل لما زاحمهم فيها بنو حام فسكنوا جزيرة العرب بادية مخيمين ثم كان لكل فرقة منهم ملوك آطام وقصور.. فعاد وثمود والعماليق أميم وجاسم وعبيل وجديس طسم هم العرب».
أصل التسمية
الخلاف يطال أيضاً أصل التسمية فلفظ لفظ عربي وعرابي وعريبي وعريبو وعربايا وردت في النصوص المسمارية والسبئية وكانت تعني البدو. السبؤيون في اليمن كانوا يسمون البدو باسم اعراب سبأ وكانت الجزيرة تدعى ماط العرب أي ارض العرب وذلك وفقاً لما ورد في النصوص المسمارية.
الإختلاف لم يطال أصل التسمية فقط بل مدلولها من حيث اللفظ والاشتقاق والتفسيرات اللغوية. يقال بان كلمة عرب وفق علم الانساب تنسب الى يعرب بن قحطان الذي كان أول من تكلم باللغة العربية .نظرية أخرى تقول أنها من يعرب أي يفصح في الحديث وذلك لفصاحة لسان العرب. النظرية الثالثة تقول أنها نسبة الى بلد العرب «العربات» والتي هي مكة وباحة العرب. والنظرية الرابعة هي ما تحدثنا عنه سابقا وهي المشتقة من اللفظ السامي «الغرب». النظرية الخامسة هي أنها مشتقة من كلمات عبرية وهي «اربا» و«إرب» و«عابار» و«عرابة».
طبقات العرب
المؤرخون قسموا العرب الى ٣ أقسام أو طبقات وهي البائدة والعاربة والمستعربة ولكن هناك إختلافات حول هذه التقسيمات.
العرب البائدة :هم القبائل القديمة التي إنقرضت قبل الإسلام كقوم عاد وثمود ويسمون أيضاً بالعرب القدماء.
العاربة: سميوا كذلك لانهم يعتبرون أصل العرب لكون نسبهم يعود الى سام بن نوح. في المقابل يطلق تسمية متعربة على العدنانيين والقيداريين الاسماعليين ويقال بانهم اول من نطق باللغة العربية .
المستعربة: هم العرب الذي يتحدثون العربية ولكنهم من أصول غير عربية. وهنا أيضاً هناك إختلافات فالبعض يعتبر بأن الاسماعليين والعدنانيين هم من المستعربة وليسوا من العاربة لان النبي إبراهيم كان من سكان فلسطين وكانت لغته المستعارة للعبرانية وعندما نشأ ابنه اسماعيل في مكة وتكلم العربية اعتبره عدد من المؤرخين أعجمياً مستعرباً. الذين يعارضون هذه النظرية يقولون بان أصله عربي وجده الخامس هود نزح مع قومه من جنوب الجزيرة الى شمالها وبذلك تغيرت لغتهم العربية الى العبرانية وهذا لا يغير نسبه لان اللغة تغيرت.
نظرية أخرى تنسف التقسيم هذا كلياً وتقول بانه لا يمكن الاعتماد عليه لتحديد أصل العرب لان بني عاد لم ينقطع نسلهم لانه عند هلك بنو عاد قوم هود، بقي هود ومن آمن معه ثم تناسلوا. ويستندون في نسفهم للتقسيم الى ما روي عن عبد الله ابن عمر نقلاً عن النبي محمد الذي قال «خلق الله الخلق فاختار من الخلق بني آدم، واختار من بني آدم العرب، واختار من العرب مضر، واختار من مضر قريشاً، واختار من قريش بني هاشم، واختارني من بني هاشم، فأنا خيار الى خيار فمن أحب العرب فبحبي أحبهم , ومن أبغض العرب فبغضي أبغضهم».
قول النبي «اختار من العرب مضر» يدعم الحجة اذ ان مضر من ولد عدنان والذي هو من ولد إسماعيل وعليه فإن اسماعيل من اصل عربي يعود الى هود بن عاد الذي يتفرع منه فرع العدناني والقحطاني. كما أنه في كل أحاديث النبي لا يوجد إطلاقا مصطلح عرب مستعربة وعليه يعتبر البعض مصطلح «عرب مستعربة» دخيل لا أسس له.