رجل الاعمال السعودي فهد السلمي "أسعى حالياً لصناعة الجيل الثاني من العائلة"
علي المقبلي - جدة :
عندما أتأمل حياتي اراها شريطاًمملوءاً بالذكريات والمواقف الحلوة والمرة، وأمام كل ذلك لا أجد أعمق من أردد أن الحمد لله على هذه الحال المستورة والملأى بالخيرات والانجازات. وأنا كسائر البشر الذين اختاروا حقل الاعمال؛ كدحت وتعبت وأسّست هذا العمل التجاري الذي أقوده اليوم، وأسعى حالياً لصناعة الجيل الثاني من العائلة من أبنائي الذين انخرطوا معي في العمل التجاري.
كان هذا حديث فهدالسلمي عضو مجلس إدارة الغرفة التجارية الصناعية بجدة،الذيحصل على ثقة مجتمع المال والاعمال في جدة، ليترشّح لعضوية مجلس الغرفة التجارية الصناعية بجدة، ويحصد أعلى الاصوات من بين قرابة 50 متنافساً على كرسيّ الرئاسة، وذلك لعمق فكر هذا الرجل التجاري وقوته في مجتمع جدة التجاري.كان ولايزال منتمياًإلى جيل البناة الأوائل، الدافعين ثمن التجربة، والمبادرة، وبالتالي فقدرتهم على تقديم حلول لإشكالات أسواق قديمة أو جديدة، تؤسّس لفلسفة اقتصادية تتوافق مع طموحات الأجيال الجديدة، خاصة في مجال تعديل التنظيمات والتشريعات الاقتصادية.
يقول السلمي تحولت إلى التجارة بعد زمن من الانضباط في مسار الوظائف، كانتآخرها رئاسة قسم إداري في هيئة الطيران المدني ذات الاحتكاك بمنظمات عالمية مماثلة، ومنها تعلمت كيفية التواصل مع قطاعات دولية.. وهنا بقية الحوار؟
حدثنا عن حياتك كيف كانت البداية ؟
ولدت عام 1371هـ في محافظة الكامل شماليّ مكة المكرمة، وأنهيت المرحلة الابتدائية في مدرسة المثناة بوادي ساية، ورغم صعوبة الحياة آنذاك،فإنني واصلت مسيرتي العلمية في المعهد العلمي بمكة المكرمة، ومحافظة جدة، حتى تخرجت في المرحلة الثانوية عام 1390هـ، بدأت حياتي الوظيفية مشرفاً على أحد الاقسام في رئاسة الطيران المدني واستمررتُ لأعوام عدة حتى قدمتاستقالته قبل ثلاثة عقود، رغبة مني في التفرغ لأعمالي الخاصة. عام 1403هـ ولجتعالم الاقتصاد والتجارة معتمداً على جهودي الذاتية، ومتكئاً على طموحي اللامحدود، وأسّست حينها مجموعة فهد بن سيبان للتجارة والتنمية الزراعية، وحققت الكثير من النجاحات المتوالية بفضل الله.
مساهمة في الامن الغذائي الوطني أسهمت في تنمية وتطوير الامن الغذائي للمملكة العربية السعودية، من خلال الانشطة المتعددة لمجموعتي الزراعية. ولعلّ ابرز تلك المساهمات توريد الأضاحي لمشروع المملكة، للإفادة من الهدي والاضاحي للبنك الاسلامي للتنمية، منذ اكثر من عشرة اعوام، ونلت على اثرها شهادات الشكر من كبار المسؤولين.
كيف كانت تجربة تحولك من العمل الحكومي إلى القطاع الخاص، حيث كانت مجازفه في نظر البعض في ذلك الوقت؟
تجاوزت حاجز الرحيل عن الوظيفة بتأسيس مجموعة "فهد بن سيبان السلمي للتجار والتنمية الزراعية" ( عام 1403هجرية)، ثم سخّرت قدراتي للتفاوض الدولي لخدمة أهم سنوات مراحل التأسيس، من خلال حيازة عقد من البنك الاسلامي ( وهو منظمة دولية )، لتوريد أضاحي مواسم حج متعددة، وهي عقود تحتاج إلى ثقة عالية واشتراطات دقيقة، تم توفيرها دوماً ولله الحمد.تعمّقت مجموعة فهد بن سيبان السلمي للتجارة والتنمية الزراعية، في المشاركة الصلبة في الأمن الغذائي، من خلال رفد السوق السعودي بأعداد كبيرة من المواشي، وفتح مسارات استيراد من دول متعددة، مما أسهم في تخفيف تكلفتها سلعةً عن المواطنين، ومنع نشوء أسواق سوداء، وهو جهد استثماري كبير، ليس كل فواتيره تحقق ربحية.في عام 1426 هـ، وفقني الله لتأسيس "لجنة تجارة المواشي في الغرفة التجارية الصناعية بجدة"، وتشرفت برئاستها خلال الدورة التاسعة عشرة (1426هـ – 1430هـ) .في عام 1431هـ، تولّيت منصب نائب رئيس تجارة المواشي بالغرفة التجارية الصناعية بجدة، في الدورة العشرين التي أعقبتها (1431هـ – 1434هـ)، بالإضافة الى عضوية لجنة المقاولين للدورة العشرين (1431هـ – 1434هـ) استحقاقاً، كان وجوده باباً واسعاً لحلول لأسواق المواشي والمقاولات وتنظيمهافي المحيط الجغرافي التابع لغرفة جدة.
لمع اسم فهد السلمي من خلال اكتساح انتخابات غرفة جدة،كيف كانت التجربه؟وما الهدف الذي تصبو إليه من خلال عضويتك في مجلس غرفة جدة؟
الترشّح لعضوية مجلس ادارة الغرفة التجارية الصناعية بجدة، أتى منطلقاً من قناعة مفادها استكمال مشوار "الناصح الأمين والمنافحةعن قطاعات التجارة و الصناعة"، بعد اقترابي من تفاصيل "غرفة جدة"، بعد الغوص في ملفاتها لقرابة عقد من الزمان، مؤمناً بأن ثمة قائمة طويلة من الحلول المتاح تطبيقها، عبر أحد كراسي مجلس إدارتها، رغبة في تحويل "النصيحة" إلى "حقيقة"، وفتح آفاق جديدة تخدم كل المنتسبين إلى بيت الاعمال.
ما فلسفتك فيالعمل التجاري؟ وكيف طوّرت أعمالك ؟
فلسفتي في العمل التجاري الصدق والأمانة والشفافية والوضوح في التعامل مع الاخرين، وأهم مايكسبه ويحافظ عليه التاجر هي سمعته. أما نشاطي التجاري عبر مجموعة فهد بن سيبان السلمي للتجارة والتنمية الزراعية، التيأُسّست عام 1403هـ، واحدةً من أولى المؤسسات المتخصّصة في مجال المواشي وتربيتها وتوريد البذور والمعدات الزراعية، ثم تنوّعت نشاطات المجموعة لاحقاً، لتشمل التجارة والعقارات، بالإضافة الى المقاولات التي حققت فيها نجاحات كبيرة في مشاريع عملاقة متنوعة بالشراكة مع كبرى شركات المقاولات في السعودية.بدأ نشاط مجموعة فهد بن سيبان السلمي للتجارة والتنمية الزراعية في 22/11/1403هـ في مجال المواشي وتربيتها، والبذور والمعدات الزراعية، بحيث أصبحت في طليعة المؤسسات التي تعمل في هذا المجال.
مجموعتكم من الشركات الرائدة في تأمين السوق السعودي من المواشي ،حدثنا عن هذاا لسوق الذي يهمّ شريحة كبيرة من المواطنين؟
تعتمد المجموعة على استيراد المواشي من السودان والصومال والدول الأوربية.امتدت علاقة مجموعة فهد بن سيبان السلمي للتجارة والتنمية الزراعية بالبنك الاسلامي،وقامت المجموعة لاحقاً بتوريد أغنام الهدي والاضاحي للبنك الاسلامي للتنمية، ضمن مشروع للإفادة من لحوم الهدي والأضاحي لمدة سبعة مواسم (1422هـ / 1423هـ – حج / 1425هـ / 1428هـ / 1429هـ / 1430هـ / 1431هـ )، بإجمالي عقود تجاوزت 150 مليون ريال. كما تقوم مجموعة بن سيبان بتوريد ما متوسطه 55.000 ألف رأس سنوياً للسوق المحلي، وتمتلك أكبر مزرعتين لتربية المواشي بالمنطقة الغربية الأولى بـ"المحسنيةبعسفان مكة المكرمة"والثانية بـ"المقيطيع الشامية عسفان مكة المكرمة" بطاقة 10 آلاف رأس عجل في الدورة الواحدة (ثلاثة أشهر)، بالإضافة إلى تجارة الاعلاف للمواشي، وتمتلك المجموعة بالحلقة الجديدة أكبر المستودعات وأفضل المواقع، لتوزيع المواشي والأعلاف، ولا تتوانى عن مدّ باقي مسالخ مكة المكرمة بالخبرات العملية، وإدارتها وتنفيذ عمليات الأضاحي والهدي
أعود إلى انتخابات غرفة جدة؟هل كنت تتوقع هذاالفوز،خصوصاً مع وجود أسماء بيوت تجارية عريقه؟
أولاً كنت واثقاًبأنني سأحظى بثقة أصحاب الأعمال وأنال شرف تمثيلهم في مجلس الإدارة الجديد، لأنني كنت صادقاً مع الجميع من البداية، ولم أقدم وعوداً وردية صعبة التحقيق، بل قدمت برنامجاً عملياً واضحاً وكنت على ثقة كاملة بأن كُثُراً سيقتنعون برؤيتي التي طرحتها، وسيقدرون خبرتي الكبيرة التي قضيتها في غرفة جدة، من خلال مشاركتي في جميع فعالياتها على مدار العقدين الأخيرين، وسيدعمونني حتى أكون صوتهم في مجلس الإدارة، وأتعهّد للجميع بأنني لن أخذلهم وسأكون صوتهم جميعاً. ويجب على المرشحين لمجالس الإدارة تقديم وعود قابلة للتحقيق، لذلك التزمت بتقديم وعود لا تخرج عن صلاحيات مجلس الإدارة، فأنا ضد البحث عن أدوار زائفة وأحلام مفرطة بحثاً عن الشهرة أو البهرجة الإعلامية.
"أهم ما يمكن تحقيقه هو السعي لفتح أبواب الغرفة على مصراعيها أمام جميع مشتركيها دون استثناء، واعتبار كل مشترك فيها شريكاً، وتوسيع دائرة المهرجانات وزيادة مزايا أعضاء الغرفة في طياتها، مثل أولوية المشاركة وتخفيض تكلفتها وترويجها وإشهارها، والحرص على وجود أسماء منافسة شريفة، إضافة إلى إعادة هيكلة المزايا المقدمة للمشتركين، في كل الفئات بزيادتها، وتفعيل المهمل منها وابتكار المفيد، وتحويل قاعات الغرفة إلى جزء من مكاتب المشتركين؛ لأن الغرفة بكل زواياها بيت التجار والصناعيين الأول، مع ضرورة استثمار الفرص التي تأتي في حقائب الوفود التجارية الأجنبية".
فزمن الزيارات الخفيّة وسلوك اختطاف الوفود والفرص سيتوقف، مع ضرورة إزالة الصعوبات والإجراءات المعقدة في تأسيس المشاريع وتخفيف حدة التصادم، من خلال التنوير المبكر لرائد الأعمال، وكذلك فتح ورش عمل دائمة مع الجانب الحكومي تمنحه اطلاعاً على سلبيات بعض الإجراءات