شركة اليخوت المتعاقدة مع زها حديد لـ"الرجل": "تصميماتها افتراضية"
لندن: عادل مراد
تأسست شركة بلوم فوس (Blohm + Voss) الالمانية لصناعة اليخوت في عام 1877 بين شريكين يحملان اسم الشركة "هيرمان بلوم" و"ايرنست فوس" في هامبورغ. واستمرت الشركة في بناء السفن واليخوت لمدة قرن وربع القرن. وهي تتخصص الان في بناء السفن الحربية للاسطول الالماني والتصدير بالاضافة الى اليخوت الفاخرة.
وكانت السفينة الحربية الالمانية بيسمارك هي اشهر السفن التي انتجتها الشركة في تاريخها. ولدى الشركة الان اقسام اخرى لصيانة واصلاح السفن بأنواعها من سفن الكروز الى الناقلات ثم اليخوت الفاخرة. وتستخدم الشركة حاليا نحو 1100 فني بدوام كامل.
وفي عام 2012 انتقلت ملكية الشركة الى مؤسسة ستار كابيتال بارتنرز البريطانية التي تطمح الى توسيع مجال صناعة اليخوت، وكونت لذلك اول شراكة في هذا المجال مع المصممة البريطانية عراقية الاصل زها حديد.
في لندن جرى لقاء "الرجل" مع مدير التسويق الدولي للشركة باتريك كوت، حضره وشارك فيه رئيس مجلس ادارة الشركة الدكتور هربرت ألي، واكد فيه كوت على طموحات الشركة وعلى الشراكة المستمرة في مجال تصميم اليخوت مع زها حديد.
وشدد كوت على ان مجال اليخوت السوبر يعتمد اساسا على النوعية وليس على عدد او حجم اليخوت. وبنت الشركة نحو عشرة يخوت سوبر خلال القرن الماضي، كل منها فريد من نوعه ومصمم وفقا لرغبة العميل. وتحولت هذه اليخوت مع مر الزمن الى نماذج كلاسيكية في الصناعة. وكان اول يخت سوبر اسمه "فيكتوريا لويز" في عام 1900 ولكنها كانت سفينة كروز اكثر منها يختا خاصا. ثم توالت اليخوت بعد ذلك بسندريلا في عام 1931، التي مازالت تبحر الى اليوم. وهناك ايضا "ليدي مورا" التي تتواجد معظم الوقت في موناكو امام نادي اليخت.
ثم جاء احد اشهر اليخوت في العالم وهو "أيكو" الذي حمل معه العديد من التقنيات الجديدة ليخت في حجم 75 مترا. من التقنيات التي طبقت كانت النوافذ الزجاجية المحدبة وتوربينات الغاز لدفع اليخت بسرعة 30 عقدة. وبنت الشركة كذلك اليخت "أيه" بشكله المميز، ثم "بالاديوم" متعدد الطوابق، ثم "ايكلبس" الذي حمل لقب اكبر يخت في العالم حتى انتزعه اليخت "عزام" الذي بنته شركة لورسن في العام الماضي. وفي نهاية العام الماضي دشنت الشركة اليخت "غريسفول" الذي مازال تحت التشطيب للتصميم الداخلي قبل تسليمه هذا العام.
واكد كوت ان المشترين يأتون الى "بلوم فوس" لانهم يريدون الافضل من حيث النوعية، واضاف ان النظر الى التفاصيل هو وحده الكفيل بتقدير النوعية التي تنتجها الشركة.
وفيما يتعلق بالنظر الى المستقبل قال كوت ان الشركة تختبر السوق بأفكار جديدة لتصميمات مبتكرة في المستقبل باستخدام مواد جديدة ووسائل تصميم حديثة.
ولما كانت الشركة تتوجه نحو افكار جديدة شاملة، فإنها لجأت الى زها حديد من اجل تقديم تصميمات جديدة لعالم اليخوت. وكانت الفكرة الاساسية في هذه الشراكة هي سؤال زها حديد حول ما يجب ان يكون عليه تصميم يخت حديث. وقدمت زها حديد فكرة مجردة لبناء يخوت على اسس تصميم جديد تماما.
وشدد كوت على ان تصميمات زها حديد هي بمثابة افكار افتراضية يمكن معها استعارة سمات معينة وتطبيقها في يخوت عملية. وعلى اساس افكار زها حديد قدمت الشركة مشروع "جاز" الذي يستعير عناصر التصميم من الشكل الاصلي ويضيف عليها ملامح عملية متجانسة.
وسألته "الرجل":
هل دخل مشروع "جاز" حيز الانتاج بعد؟
لا. مشروع "جاز" مشروع كونسبت افتراضي مصمم من اجل اثارة الاهتمام، وما ان يصل اهتمام العملاء الى درجة الرغبة في التعاقد لشراء اليخت سوف تبدأ عملية البناء. ونحن الان في مناقشات مع عدد من العملاء المهتمين بالمشروع. ولكن لم يتم التعاقد على بناء اليخت بعد.
كيف بدأت الشراكة مع زها حديد؟
(هربرت ألى) كان ذلك في ابريل (نيسان) من العام الماضي واثناء جلسات التفكير في مستقبل التصميم والتسويق ليخوت بلوم فوس. وكان الحديث مع زها التي قالت انها كانت تفكر في هذا الاتجاه بالفعل. وعبرت عن رغبتها في اختبار اسواق جديدة لافكار التصميم لديها. وقدمت زها الفكرة الاساسية ليخت حجمه 90 مترا والتي يمكن البناء عليها لتصميم مجموعة من اليخوت المعتمدة على التصميم الاصلي.
اليخوت المنتشرة في عالم اليوم من الصانعين الاخرين تبدو كلاسيكية في الشكل العام ...
هذا هو السبب في توجهنا لتغيير المعايير بعض الشيء في شكل جديد لا مثيل له ولن يتكرر، وهو يختلف عن شكل اليخوت الجديدة المتاحة في السوق. ونعتقد ان هذا التصميم وجد له مكانا في السوق سوف تتميز به الشركة في المستقبل. ونحن نترك الاختيار للعميل ونقدم له البدائل المختلفة من الكلاسيكي الى الحديث. ومن اجل تقديمالتصميم الحديث الى السوق يجب ان نتخذ المبادرة بالتعاون مع مصمم متألق ولذلك كان التعاون مع زها حديد التي اختارتنا ايضا للتعاون في هذا المشروع. ولكن اختيار التصميم العام يعود في نهاية الامر الى المشتري.
هل الفكرة هي انتاج عدد محدود من اليخوت التي تعتمد على تصميم زها حديد؟
يمكن تخيل المسألة كدائرة تحيط باليخت الام وهو التصميم المجرد، وكل يخت من هذه الدائرة سوف يكون فريدا في تصميمه. وفي النهاية سوف يبدو الامر وكأن هذه المجموعة تمثل عائلة متجانسة من اليخوت.
هناك انطباع بأن المشترين في هذا القطاع هم فئة من التقليديين الذين يصعب اقناعهم بالجديد والفريد والثوري في عالم اليخوت، فكيف ستحقق الشركة ذلك؟
هذا انطباع صحيح. فلا يمكن اقناع احد يريد شكلا تقليديا باختيار تصميم حاد. ولكن هناك ايضا العديدين الذين كانوا ينتظرون تصميما ثوريا مثل الذي قدمته زها حديد. وانا اعتقد ان هذا يمكن ان يلبي رغبة في السوق ولكن ليس للجميع. وهناك العديد من التصميمات الغريبة غير التقليدية في السوق. ولكن في كل الاحوال لابد من الالتزام بالقواعد الصحيحة لبناء اليخوت.
هل تتوقع تعاون في المستقبل مع زها حديد؟
لدينا اتفاق طويل الاجل معها. وعندما يتم الاتفاق مع عميل سوف تقوم زها بتنفيذ التصميم الخارجي ويمكن للعميل ان يقرر من يقوم بالتصميم الداخلي سواء كانت زها او غيرها من المصممين. وفي الوقت الحاضر توفر النماذج المعروضة تصميما لزها لكل اليخت خارجيا وداخليا.
هل اضطررتم لاستخدام مواد جديدة لتنفيذ هذا التصميم؟
نعتمد على الصلب او الالومنيوم ولكننا نفضل الصلب من اجل الصلابة والتحمل، وخلفيتنا هي بناء السفن القوية. والصلب له مزايا اخرى هي خفض الذبذبة والضوضاء.
ماذا عن محركات اليخت الجديد، هل ستكون نقليدية او هايبرد؟
اعتقد انها سوف تكون محركات ديزل ولكن من السهل تحويلها الى ديزل وكهرباء، وهناك العديد من الحلول لتقديم نظم هايبرد كما فعلنا في اليخت ايكلبس. ولكن في النهاية العميل سوف يقرر، وهذا هو ما نقصد بأن هذه اليخوت فريدة.
ماذا عن السرعة البحرية، هل يمكن لهذا اليخت بلوغ سرعة 30 عقدة؟
لا. هذا اليخت مصمم لسرعات اقل لا تزيد عن 16 عقدة. ولا حاجة لهذه اليخوت للسرعة، ومضاعفة السرعة قد يعني مضاعفة استهلاك الوقود ايضا، وان كانت تكلفة الوقود ليست من هموم اصحاب هذه اليخوت. وهم يهتمون بالابحار من اجل الترفيه.
هل هناك تقدير لثمن هذا اليخت بحجم 90 مترا؟
من الصعب تقدير ثمن اليخوت قبل تحديد المواصفات، ولكن بوجه خاص سوف يكون هذا اليخت اغلى من مثيله التقليدي خصوصا في التصميم الداخلي. ولكنه اغلى من 100 مليون دولار على اي حال. ولكننا لا نعطي اسعارا محددة ونعرف ان الزبائن في هذا القطاع يركزون على المواصفات التي يريدونها وليس على الاسعار. وما استطيع ان اقوله هو ان هوامش الارباح ضئيلة جدا لان هذا السوق عالى المنافسة. وما نسعى اليه هو سعر عادل لليخت نعرف انه من نوعية متفوقة.
ما هو تصنيف بلوم فوس بين شركات تصنيع اليخوت الالمانية قياسا بالحجم؟
من الصعب المقارنة لان لنا مجال صناعي اوسع داخل وخارج المانيا، ولنا اهتمامات بالنفط والغاز وصناعة الكروز. وبين الشركات الالمانية التي تصنع اليخوت اقول اننا ضمن الثلاثة الاكبر حجما.