سارة الدندراوي لـ"الرجل" : ثلاثة رجال اشكرهم من اعماق قلبي
دبي- الرجل:
بعيداً عمّا يعرفه الناس عنها من خلال الشاشة هي صحافية سعودية تحاول الاجتهاد في مجالها، انه "الاعلام" الذي ينطوي على تحديات يومية، تتعلق نتيجتها بجانب حسّاس جداً، هو رأي المشاهدين فيما يتم انتاجه. لأن الحكم على نجاح اي انتاج اعلامي أو إخفاقه برأيها، يعود للمشاهدين وليس لأحد غيرهم ، ترى بان الاعلامي يعمل ولا يعرف نجاحه او فشله، الا بعد ان يشاهده الجمهور ويحكم، اي بعد ان يكون الوقت قد تأخر على اجراء اي تعديل على المجهود او المنتَج الاعلامي ،ترى انها محظوظة،لأن عملها هو هوايتها في الوقت نفسه، ضيفتنا هي الاعلامية ومقدمة البرامج السعودية سارة الدندراوي:
إنفوجراف| 10 تقنيات تساعدك على إبداء اهتمامك بمحادثة لا تهمك
* من اين بدأت في مجال الاعلام؟
بدأت في قناة العربية محررةً في غرفة الأخبار،وأوكلت اليّ مهمات مختلفة بهذه الصفة.تخصصت لفترة في الأخبار المتخصّصة في شؤون الصحة،
وأعددت وقدمت برنامجاً متخصّصاً في الصحة : "دليل العافية"، وكان من خلاله اول ظهور لي على الشاشة، الى ان استقرّ بي المقام في تقديم برنامج "صباح العربية".
* أنت امرأة سعودية، وبالتالي قد تكون العقبات مضاعفة؛ حدّثينا عن اصعب المواقف في هذه المهنة.
لم أواجه صعوبات في البداية ، ولكن أول تحدٍّ تمثل في اضطراري الى العمل في بلد غير بلدي الأم "السعودية". وأقصد البعد عن الأهل للعمل في "العربية" في دبي. وكان الحظ مرة اخرى إلى جانبي، فالحمد لله دبي قريبة من السعودية وهو ما هوّن الأمر. والتحدي الأبرز كان عند الحديث عن ظهوري الأول على الشاشة. إذ واجهت انتقادات، أراها غير عادلة، لأنها انتقادات لمجرد تقديمي برامج على الشاشة، وليست انتقادات لجوهر ما أفعله.
* بعد فترة، تحسن الوضع؟
أتمنّى أن يكون ذلك، لأن الناقدين وجدوا أنه لا يوجد شيء مسيء في ظهوري، بل إنني دائما أسعى لتقديم أفضل صورة للمرأة السعودية.
* في خضمّ هذه الرحلة من هم الأشخاص البالغو الاثر في حياتك؟
والدي محمد صلاح الدين ووالدتي صفية باجنيد؛ فقد شجعاني لأقصى درجة كي أحصل على التعليم الذي يمكنني ان أشقّ طريقي في الحياة، وأخوض التحديات، بأدوات علمية وقيم تمدني بالقوة لمواجهة اي ضعوبات ان شاء الله.
ومهما قلت او فعلت فلن أوفيهما حقهما أبداً.
* بالنسبة للرجال من هو الرجل الاكثر تأثيراً في حياتك؟
والدي بالتأكيد – ودائماً؛ فقد دعمني على كل الصُّعُد. والمدير العام لقناة العربية عبدالرحمن الراشد الذي لم يبخل عليّ بالدعم والنصح والفرص، ورفيق حياتي وزوجي طبعاً، الذي يتحمّل طبيعة عملي وأوقاته، ويواجهه بالتفهّم والدعم والتشجيع.
* عموماً؛ من هو الرجل برأيك؟ ومن هو رجل سارة المثالي؟
الرجل المثالي هو "المرتاح مع نفسه"، وأقصد بذلك، بالنسبة لي، الرجل الواثق بنفسه، ويعبّر عن ذلك احتراماً للمرأة، ولا يشترط في المرأة الضعف وانما القوة، لتكون معه في مواجهة تحديات الحياة.
لا يخشاها، بل يدعمها ويرى تقدمها تقدماً له. هذا بالإضافة إلى الكرم وحسن الخلقوأنا كنت محظوظة مرة أخرى، إذ وفقني الله برفيق روحي وزوجي الذي يتميّز بهذه الميزات.
* اذا طلبنا منك ان تقولي شكراً لرجل، فمن سيكون؟
سأشكر اولاً والدي محمد صلاح الدين الدندراوي، رحمه الله، وأشكر ثانياً زوجي عبدالرحمن مظهر الذي أعدّه الداعم الأكبر لي، كما مديري ومعلمي الأستاذ عبدالرحمن الراشد، وكل رجل تعلمت منه الكثير ممّا ساعدني في هذه الحياة .
* كيف يبدأ يوم سارة الدندراوي؟ وكيف ينتهي؟
يومي يبدأ الساعة الرابعة صباحاً، وهذا يشرح كي انني اقدر تفهّم زوجي عبد الرحمن لمتطلّبات عملي؛ فأنا أقدم برنامجاً صباحياً "صباح العربية". والبرنامج ينطلق على الهواء في الثامنة صباحاً بتوقيت السعودية. وهو ما يستوجب الاستيقاظ مبكراً والاستعداد، مظهراً وإعداداً وتحضيراً. وينتهي يومي في ساعة متأخرة مع العائلة طبعاً.
* ما هو اليوم الاكثر انتاجية بالنسبة لك ؟
أي يوم أعمل فيه هو يوم مملوء بالإنتاج؛ فطبيعة عملنا تجبرك على التعلم المستمر، وبالتالي الإنتاج.
* أنت موجودة في مؤسسة كبيرة، وفيها كثير من الطاقات والوجوه اللامعة، ما فلسفتك للنجاح؟
العمل والسعي لتقديم ما هو جديد والالتزام. ودائماً ان شاء الله لكل مجتهد نصيب.
* ما هو جانب التفرّد، عند سارة الدندراوي، وسط هذا الازدحام بالكوادر الاعلامية في مجموعة "ام بي سي"، وبخاصّة قناة "العربية"، والعالم العربي عموماً؟
في سؤالك تلميح يتطلب التنازل عن التواضع في الإجابة ( تبتسم ). قبل ان اباشر عملي بعد حصولي على الماجستير في الاعلام من بريطانيا، وبعد بدء العمل في مجموعة ام بي سي، أنا "مهووسة" في المطالعة وقراءة الكتب ومتابعة أحوال الناس، مشاهير وغير مشاهير؛ سعوديين وعرب وعالميين.
مخزون المعرفة الذي حظيت به والحمد لله ، شكل أساس التميّز فيما أقوم به.
لا افترض انني معدة او محررة فقط ، عندما كنت اعمل في التحرير، وإنما أحرّر الموضوعات، كما لو أنني أنا التي تقدمها، ولا افترض انني مجرد مقدمة وقارئة. وعندما اعمل في التقديم، أعمل على الإعداد والتحرير كما لو أنني انا المحررة والمعدة.
فأنا أحب هذه المهنة بكل تفاصيلها، لم أفكر في نفسي يوم كمذيعةً، بل أنا صحفية تعمل فيما تهواه، أعشق الأخبار المختلفة، وأحب مرحلة إعدادها وتلفزتها للمشاهد. وأترك تحديد نقاط التميّز للمشاهد.
* لا تخلو اي مهنة من فتن او اشخاص يدسّون على زملائهم، كيف تتعاملين مع الدسائس من هذا النوع؟
علمتني الأيام، أن تجاهل أخطاء الآخرين وغضّ النظر عن مكامن ضعفهم بشراً، هو أفضل الطرق، ولكن ستتفاجأ ربما، إذ علمت، انه وبشكل عام، فإن أجواء العمل في قناة العربية، عائلية، بكل ما في العائلة من دفء، و من خلافات اخوية، وهي ظريفة وغالباً ما تكون خلافاتنا في حدود العمل.
* اصعب موقف واجهك على الهواء؟
من المواقف الطريفة والصعبة في الوقت نفسه، أنه كان مبرمج لدينا ضيفان للظهور في الحلقة نفسها، بالتتالي - واحداً بعد الآخر - أحدهما طبيب نفسي والآخر طبيب أمراض باطنية، تأخر أحدهما .. وفي غمرة ضغط الوقت والزحام ، أدخل الزملاء الى الاستوديو، الطبيب النفسي، بينما كانت الحلقة مرتبة، لاستضافة طبيب الامراض الباطنية اولاً، وبدأنا أنا وزميلتي، في تقديم الموضوع، وتوجيه الأسئلة عن الامراض الباطنية ، (أي الموضوع الخطأ) ،
وهو يلمّح بوجهه، "انه ليس هو ..." وظهر ذلك على الهواء ، قبل ان نتدارك الأمر طبعاً.
* العائلة ما هي احداثياتها في حياتك؟ افرادها؟
العائلة هي محور حياتي ومحور علاقاتي خارج العمل، هي الجزء الأساسي في حياتي.
* زميل او زميلة في الوسط يسرّك مجالستهما في لحظات الحزن والفرح.
صعب ان اذكر اسماء، انا من اللاتي يتميّزن والحمد لله بعلاقات ايجابية مع معظم الزملاء والزميلات؛ (تبتسم) ما تتيحه لي في المجلة، لا يتسع لذكر كل الاسماء.
* ما هو الحلم الذي تحقق والحلم الذي لم يتحقق؟
لم أخطط لشيء في حياتي لغاية الآن، الا وتحقق بعون الله. وأرى كل ما حصل لي بتوفيق من الله ودعم من الزملاء حولي.
* على المدى المنظور، ما خططك المهنية، والشخصية؟
آمل من الله بأن يعينني على أن اكون جزءاً من جهد يتمكن من تقديم نموذج اعلامي جديد. نموذج، يتجاوز حدود الاعلام التقليدي، ويتفاعل مع الجمهور، بفضل آخر اختراعات العلم في مجال الاعلام الاجتماعي.