قطري يشعل مناصب رفيعة في ثماني شركات عملاقة
دبي- محمد نصار:
يحمل شهادة البكالوريوس في إدارة الأعمال من جامعة قطر، نشأ بين مجموعة من أبرز رجال الأعمال القطريين، كيف لا وهو خريج واحدة من تجارية عريقة في قطر ، هي "السريّع القابضة" التي تضمّ تحت مظلتها ما يزيد على 40 شركة على مستوى البلاد ،تمكن بما اكتسبه من خبرة ومعرفة واسعة ومعمّقة في مجال الأعمال حول العالم، من شقّ طريقه بنجاح قبل ترشّحه لتولّي منصب العضو المنتدب والرئيس التنفيذي لشركة "ودام الغذائية" احدى اكثر الشركات القطرية نموا، أضف إلى ذلك، تسلّمه عدداً من المناصب الإدارية الأخرى، كالرئيس التنفيذي لمشروع قطر للزراعة وتربية الحيوانات في السودان، وعضو مجلس إدارة "مواشي قطر- ترافكو البحرين"، وعضو مجلس الأعمال القطري السوداني، وعضو الغرفة الإسلامية للتجارة والصناعة، وعضو اللجنة البيئية والزراعية التابعة لغرفة قطر للتجارة، وعضو مجلس إدارة "دوحة الخليج" في السودان ،انه رجل الأعمال القطري الشاب أحمد ناصر سريّع الكعبي الذي شرح لـ"الرجل" العوامل التي مكنته من الوصول الى ما هو عليه الان في زمن قياسي وهو لا يزال في بداية الثلاثينات:
بداية الرحلة وسياسة "المثابرة"
انضمّ احمد الكعبي إلى فريق عمل "ودام الغذائية" في عام 2010، حيث شغل منصب العضو المنتدب، وأتت هذه الخطوة نتيجةً لمجموعة من العوامل، بما فيها "رغبتي في اكتساب الخبرة في مجال جديد، وتعزيز معارفي وخبراتي، فضلاً عن كونها شكلت بالنسبة لي تحدياً كبيراً، حيث كان عليّ المساهمة في تحويل شركة ذات أداء محدود، إلى مؤسسة تجارية رائدة تشمل قطاعات مختلفة، وذلك طبعاً بمساهمة مجلس الادارة الموقر، ومساعدته وإشرافه". وبالفعل يشغل الكعبي اليوم منصب العضو المنتدب والرئيس التنفيذي للشركة.
ويبدو أن ما قدمه رجل الأعمال الشاب من نفس جديد في إدارة مفاصل الشركة دفع نحو إعادة انتخابه لرئاسة الشركة للسنوات الثلاث المقبلة، ويرى الكعبي أن هذا القرار جاء بناء على الإنجازات التي حققتها الشركة في الدورة السابقة، حيث استطاعت في ثلاث سنوات أن تصبح شركةً رائدة بشهادة الأرقام، فهي تحمي استثمارات 27 ألف مساهم بتسجيل سعر أعلى للسهم الواحد، أي 60 ريالاً قطرياً في عام 2012، بعد أن كانت قيمة السهم تعادل 10 ريالات في عام 2009، ما أسهم في تعزيز التزام الشركة بالتميّز ودعم سياسة قطر في تحقيق أهدافها الوطنية للأمن الغذائي.
ويشير الكعبي إلى أن الفضل في تحقيق هذه النجاحات، يعود بالدرجة الأولى إلى الابتكارات والقيم والرؤية الواضحة التي تتمتّع بها الشركة وفريقها من الخبراء القادمين من مختلف أنحاء العالم. حيث تعمل "ودام الغذائية" في قطاع اللحوم واستيراد الدواجن فقط. "أما التوسع فهو بكل تأكيد جزءٌ من استراتيجياتنا المستقبلية، فعلى سبيل المثال، تم إجراء دراسة شاملة عن إقامة مزارع الدواجن في دولة قطر، لتلبية جزءٍ كبير من احتياجات السوق المحلية، وقد قدمت الدراسة المكتملة للجهات الحكومية المعنية، لتخصيص قطعة الأرض المناسبة والمباشرة بالإجراءات المطلوبة لإطلاق مشروعٍ بهذا الحجم." إدارة الوقت والنجاح •
وبالرغم من كل هذه الالتزامات والارتباطات اليومية، لا يزال رجل الأعمال الشاب على رأس عمله في مجموعة العائلة "السريّع القابضة" إلى جانب عدد من المناصب الإدارية التنفيذية العليا لدى شركات أخرى. ولا يرى أحمد الكعبي أن هذه المسؤوليات تفوق طاقته، مشيراً إلى أنه يتولى كل هذه المهام في آن معاً " فقد تعلّمت من خبرتي في العمل مع مجموعة السريّع القابضة والشركات التابعة لها، كثيراً من الاستراتيجيات والتقنيات التي تسمح لي بإدارة وقتي ومسؤولياتي، ومنها ما يقوم على التخطيط السنوي وتحديد الأهداف والاستفادة من مهارات فريقٍ من أصحاب الخبرات من مختلف أنحاء العالم، يقومون بالعمل في ضوء أرقى المعايير الدولية، وباستخدام أحدث التقنيات والتطبيقات، الأمر الذي يتيح لي متابعة كل التفاصيل والقضايا بشكل مباشر".
موقع قطر
ويرى أحمد ناصر سريّع الكعبي، أن موقع قطر المميّز على خريطة عالم الطاقة، سبب رئيس في أي قصة نجاح تجارية، ولايمكننا أن ننسى أيضاً تصدّر قطر للائحة أغنى عشر دول في العالم؛ القائمة التي تم تصنيفها على أساس نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي، كل هذه الحيثيات والمؤهلات جعلت من قطر الوجهة المفضلة لدى الجميع، وأدت إلى نموّ هائل في الزيادة السكانية، ما انعكس بالإيجاب على قطاعات الدولة كافة، من مقاولات وبناء، إلى العقارات، إلى التجارة والمجمّعات، وغيرها، وصولاً إلى قطاع الاستهلاك الغذائي. مضيفاً " نحن في ودام الغذائية، وبصفتنا لاعباً رئيساً ومزوّداً أساسياً في الدولة، في قطاع اللحوم الحيّة والمبرّدة، نرى أن تلبية هذه الزيادة في الطلب إحدى أهم مسؤولياتنا.
وتأكيداً على ذلك، وكما أصبح معلوماً للجميع، قدمت "ودام الغذائية" مشروع طلب توسّع إلى الحكومة، لنغطي بالإضافة الى قطاع اللحوم، قطاع الدواجن، لما نلاحظه من قلة وجود لهذا المنتج. النجاح والعقبات ولا يوارب أحمد ناصر الكعبي عند الحديث عن ابرز مشكلات شبابنا في هذا العصر، معتبرا انها "عدم التحلي بالصبر، والنفس الطويل، فهم يريدون الحصول على كل شيء في وقت قياسي. "إن نصيحتي لهم، هي عدم التسرّع بل الأناة، وعدم الكلل بل المثابرة، وعدم الاستسلام للمشكلات بل المحاربة والإصرار لبلوغ الهدف، وعدم التكبّر بل التواضع. أعلم أن التحديات كثيرة، اقتصادية كانت أم اجتماعية أم حتى سياسية في بعض الدول الشقيقة، ولكن المطلوب هو الصمود، والمثابرة. لا أقول إنه أمر سهل، ولكن كما يقال: من جد وجد، ومن زرع حصد". ومن وجهة نظر ضيفنا، فإن "ما يحتاج إليه الشباب العربي، هو أن يتحلّى باحترام الجميع والصبر والمثابرة والعمل من دون كلل، لتحقيق ما يصبو إليه".
العائلة
الجانب الآخر من شخصية رجل الأعمال أحمد الكعبي، أنه أب لأربعة أطفال: صبيين وبنتين . وهو يرى أن الأسرة بالنسبة إليه "حاضري ومستقبلي، والجوهر الذي تتمحور حوله كل نواحي حياتي العملية والشخصية ". لكنه يشعر في الوقت ذاته بالتقصير " تجاه عائلتي وذلك بسبب كثرة السفر بدواعي العمل، لكني أقول لهم: أنتم جوهر حياتي والدافع الذي يشجّعني لأعمل جاهداً لإسعادكم، والسند الذي أرتكز عليه في السراء والضرّاء. التميّز يرى أحمد الكعبي أن الطريق إلى التميّز ليس سهلاً، بل يتطلّب من الإنسان العمل بكدّ وجدّ، والتحلّي بالصبر. والأهم من ذلك كلّه الاتّسام بالتواضع واحترام الآخرين . ويرى أن حب التعلّم من الجميع صفة اكتسبها من الوالدين منذ الصغر، وبالأخص "من والدي، أطال الله عمره وعافيته، فقد علّمني الحزم والشدّة، مع العدل أيضاً. وبسبب ذلك استطعت أن أجمع ما بين أصول الجيل القديم وتقاليده وعراقته، بتطوّر أعمالنا اليوم". وفي هذا السياق لا يفضل الكعبي وصف نفسه بالعنيد "أفضّل ألّا استعمل كلمة "عنيد" واستبدل بها الإصرار؛ وهنا أعني الإصرار على النجاح والتطوّر الشخصي والمهني" .عادّاً أن فلسفة المنافسة بالنسبة له تتلخّص في "احترام الآخرين من خلال المنافسة العادلة والممارسات القانونية التي تخدم المجتمع والدولة".
في حين لا يعدو الفشل بالنسبة إليه أن يكون تحفيزاً آخر للوصول إلى الهدف المنشود. حيث "يجدر بنا جميعاً أن نتعلّم كيف نفشل بنجاح، كي نحوّل هذا التحدّي إلى درس نضيفه إلى مسيرتنا وخبراتنا في الحياة". فيما يبقى التحدي الأكبر بالنسبة له "تطوير شركة "ودام الغذائية"، لتصبح إحدى أبرز الشركات المدرجة في دولة قطر". ويبقى السؤال أن يتولّى رجل كل هذه المهام الوظيفية في آن، وهو في هذه السن ، هل يبقي له وقتاً للحلم والهوايات ، "نعم" – يجيب الكعبي – "أنا أعشق السفر، وخاصة إلى إسطنبول وبيروت ولندن..
أما الحلم، فالذي تحقق هو ما وصلت إليه - والحمدالله - من مركز قيادي وإداري، وهذا ما حلمت به منذ الصغر. أما ما لم يتحقق بعد فهو إكمال دراستي العليا. ومن امتع الهوايات بالنسبة لي هي الرماية السباحة ركوب الخيل والمطالعة. ويخلص الكعبي إلى القول "قصة نجاحي لا تعتمد على مجهودي الخاص فحسب. فإذا نظرنا إلى الدور الذي ألعبه في مجموعة السريّع، فسنرى أن ما وصلت إليه وما حققته لغاية اليوم، مبنيّ على الدعم العائلي، وعلى ثقة والدي بقدرتي على رفع اسم الشركة عالياً، وهو الذي علّمني أساسيات التجارة منذ الصغر. وهذا ينطبق كذلك على الإنجازات في شركة "ودام الغذائية"، حيث يعود الفضل إلى المجهود الكبير الذي استثمره فريق العمل لدعم رؤيتنا للمستقبل. إلى جانب ذلك، فأنا أنظر أيضاً إلى دوري أباً ورب منزل وزوجاً، وهذه من أساسيات النجاح لكل فرد.